بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأعزاء، هناك أمر (أو بالأحرى عبادة) أحس بحلاوته منذ مدة ومنذ أن جعلته هوايتي من مدة ليست بالبعيدة و خاصة منذ أن عرفتكم إخوتي و جمعني الله بكم (أدام الله صحبتنا في الدنيا و الآخرة)
ولما وجدت هذه المتعة و هذه الحلاوة (أحسبها لذة الإيمان و الله أعلم) لم أرد أن أخفي عليكم هذه العبادة، أذكر أني أخبرتكم أن هوايتي الآن هي الدعاء بظهر الغيب لإخوتي في الله و للأمة جمعاء
الحمد لله على هذه النعمة أولا و أخيرا،
صدقوني إخوتي إن ما يمكن أن تستشعره و أنت تدعو لأخيك في الله بحرقة و كأنك تدعو لنفسك و تلح في الدعاء و أنت تقول "يارب أخي فلان فرج كربه.. يارب أخي فلان ..."لا يمكن وصفه بأي من الكلمات رغم فصاحة اللغة العربية.يمكن أن نلخص كل تلك المعاني التي تشعر بها في تلك الحظات في كلمة "الإحساس بالعبودية لله"
تحس أنك عبد لله و أنك تدعو لأخيك لأنكما تحاببتما فيه و تعاهدتما على نصرة دينه و تحس أنك أنت و أخوك فلان تشتركان في المهمة، فكلاكما عبد و كل له وضيفته ..
تحس بقرب شديد من الله و أنت تدعو لأخيك و أنت تدرك أن الملائكة تؤمن على دعائك و أنه أكيد مستجاب: عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
وعَنْهُ أَنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ : (دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ : آمِينَ ، ولَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
صدق رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحبه
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الحمد لله على هذا الفضل، أن يكون لنا بمثل ما ندعو به لإخواننا، و الدعاء الذي لنا هو من عند الملائكة، ليس من عند البشر، سبحان الله
يعني أنا أدعو لأخي في الله و الملائكة تدعوا لي، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
تخيلوا إخوتي أننا ندعوا لبعضنا بأن يدخلنا الفردوس الأعلى بلا حساب و لا سابقة عذاب، فأقول مثلا اللهم أدخل أخي ... الفردوس الأعلى و اجعله رفيق الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم فتقول لي الملائكة و لك بالمثل، سبحان الله، نعمة عظيمة و حلاوة يغفل عنها الكثير،أقترح إخوتي أن نجعل من اهتماماتنا الدعاء لإخواننا بظهر الغيب و هو عمل بسيط يجعلك تتقرب إلى الله أكثر فيمكن أن أقوم بذلك و أنا ذاهب لعملي أو قبل النوم أو عند الطعام أو حتى عند العمل
جربوها إخوتي (أنا على يقين أنكم جربتموها من قبل و لكن أقصد استحظار كل النية و الدعاء بدون طلب من الأخ، يعني دون أن يطلب مني أخي... مثلا أخصه بدعاء في صلاتي أو في أي وقت كان) و سوف تحسون حلاوتها أكثر، سوف ترون كيف يبعث الله الحب بين القلوب و تصفو النفوس و يرتقي الإيمان بإذن الله
أذكر لكم واقعة كانت تكرر دائما قبلما يتوفى الله والدي رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى،
كنت أتصل به على الهاتف في النهار لكي أطمئن عليه (لأني كنت أدرس في غير مدينتي) و كانت العلاقة ودية و حميمية جدا بيننا، فكان يقول لي في الهاتف:" لو تدري بماذا دعوت لك اليوم في صلاة الفجر؟ دعاء لا يخطر لك على بال" كنت أتشوق لمعرفة هذا الدعاء فألح عليه أن يقوله لي و لكنه كان يجيبني ضاحكا: " دعه بظهر الغيب يكون أفضل، الدعاء بظهر الغيب مستجاب بإذن الله، سوف تعرفه في الجنة إن شاء الله"
سبحان الله، رحمك الله يا والدي، و كأنك كنت تحثني على الدعاء لك بظهر الغيب،و كنت ...
تذكرني بالجنة
أكتفي بهذا إخوتي و أدع لكم التفكر في هذه النعمة و استشعار لذتها
السلام عليكم و رحمة الله
منقول

1 commentaires

غير معرف يقول... @ 3 يناير 2009 في 7:29 م

rabbi yrham al mo2minina wal mo2minat

إرسال تعليق