السلام عليكم

تمرين الاخلاص:

اتفقنا على أن الإخفاء هو طريق للإخلاص.. بل أقصر طريق له..
فكرة بسيطة خطرت على بالي.. فكرت في طرحها عليكم.
رغم بساطتها فهي والله أعلم مفيدة جدا.. ستحسون ان شاء الله بتغير عدة مفاهيم بعد تطبيقها..
الفكرة هي أن نطبق ما نريد أن نكون في الخارج.. في داخل المنتدى.
فكما نريد أن نعود أنفسنا على الاخفاء و عدم انتظار المدح أو التأثر بالنقد حتى نصل الاخلاص..
أريد أن نطبق هذا في المنتدى أيضا.
كيف؟
باختصار: أدخل المنتدى باسم مستعار جديد.. و أستشعر أنه باسمي الجديد لا أحد في المنتدى يعرفني.. و أن الله فقط هو الذي يعرفني و مطلع على ما في قلبي..
و أدخل المنتدى من جديد على أني أدخله لأول مرة (هذا أو غيره من المنتديات الاسلامية)..
أدخل مستترا, متنكرا.. و في قلبي نية واحدة: أن أرضي الله بعمل أو قول خالص له.. متقبل.. يستوجب حبه لي و رضاه.. و استجابته لي (تعرفون أن العلماء اتفقوا على جواز التوسل بالعمل الصالح الخالص)..
فأتجول في المنتدى فقط بهذه النية.. لا أترك الشيطان يشغلني بطرافة موضوع أو تأثير آخر عن الهدف الذي أتيت من أجله..
و هذه النية ستتفرع الى عدة نوايا بالطبع, كلها ستأدي الى نفس الهدف ان شاء الله:
من جهة, أدخل لأتصدق على المؤمنين بكلمة طيبة, لأرفع معنويات هذا, و أدخل السرور على قلب ذاك, و أشجع هذا, و أتعلم مسألة من ذاك (بألف ركعة),و أعلم هذا, و أبارك لذاك..
و أفشي السلام بين المؤمنين.. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حيثما حللت..
و أصلح بين المتخاصمين..
و أنشر الخير (مثلا باقتباس مشاركة جيدة هنا و وضعها هناك)..
و أشياء أخرى قلبية.. ربما هي أهم من كل هذا..
أدخل بنية مجاهدة نفسي في حسن الظن فأحاول ألا أجعل نفسي ترى زلات غيري و تقصيرهم و أخطائهم.. بل بالعكس.. أتصيد الصفات الحميدة لكل من أقابل.
و أجاهد نفسي على الصبر و الحلم و التواضع و التضحية و الاهتمام لشؤون المسلمين...الخ (كل واحد أدرى بما ينقصه)...
و لتكتمل التجربة..
أحاول أن أغادر بسرعة كل مكان أكتب فيه..
حتى لا أرى المدح و لا الاطراء..
النفس و الشيطان سيستعملان معي كل الحيل: ادخل لترى, ربما سيحتاجونك.. ادخل و انظر ربما أساؤوا فهمك.. أتراهم قرأوا؟ فقط اذهب لتعلم...الخ. الحل الوحيد: اجبر نفسك على ألا تعود الى المكان الذي غرست فيه شجرة (الكلمة الطيبة مثلها الله بشجرة).. لأن النفس تريد أن ترى ردة فعل الناس و تهتم بهذا.. اكسر شوكتها.. و انسى الى الأبد ما كتبت و ما فعلت و المواضيع التي دخلتها. واستشعر و أنت تجاهد نفسك أن ما يهمك هو الله سبحانه فقط.. هو من ترجو رضاه.. (فليقولوا ما يقولوا).
ثم اخرج مستغفرا و انزع ملابس التنكر.. و عد الى اسمك مستغفرا.. فربما حدثتك نفسك بعجب و غرور.. ستقول لك: ما شاء الله على الخير الذي نشرته.. ما شاء الله لقد أسعدت كل من قابلت.. ما شاء الله...الخ.
استغفر على هذه الخواطر السلبية..و اقنع نفسك أن ما يهمك هو قبول الله و رضاه..و سعد من سعد و اغتاض من اغتاض و فرح من فرح.. أنت كنت في مهمة لله.. انتهى عملك و ستأخذ منه أجرك.. و هو سبحانه طلب منك السعي و ترك النتيجة له.. فلا تتدخل في ما لا يعنيك.. أنت عبد فالتزم بعبوديتك و كن عبدا مطيعا خاضعا تكتفي باتقان ما طلب منك فقط.
و أتوقع أن هذا 1 في المائة من المعاني التي يمكنكم استخراجها..
جربوها مرة.. و قولوا لنا فقط مقدار سعادتكم و تماشي التجربة معكم و الفائدة التي حصلت.. و لا تدخلوا في تفاصيل مأعمالكم و أقوالكم لتحافضوا على السرية..

و كما قلت لكم.. التمرين بعدها قد يصبح يومي.. أو أسبوعي.. أو مة في الشهر.. أو مرة كلما أحسستم بشك في نواياكم.. كالدواء.. كل واحد يستعمله على قدر حاجته. و الله الموفق.

4 commentaires

غير معرف يقول... @ 19 يناير 2009 في 9:41 م

jézeki Allah 5ayran!!!

أنيس يقول... @ 20 يناير 2009 في 10:24 ص

طرق معالجة ضعف الإخلاص أو انعدامه :



العلم و العناية بهذا الداء المردي
*

استعراض الآيات و الأحاديث ذات العلاقة و تدبرها
*

تذكر الموت و الحساب و الجزاء
*

استشعار علم الله تعالى و اطلاعه على المرء في الغيب و الشهادة
*

المراقبة للنفس و المحاسبة للنفس و إلزامها بالإخلاص في كل شيء و تدريبها عليه
*

الدعاء و لا سيما بالمأثور بطلب التوفيق إلى الإخلاص و السلامة من الشرك
*

الوقوف على ما يوضح هذا الجانب من سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و أحاديثه
*

كثرة القراءة و الاستماع لسير العباد المخلصين من السلف الصالح و مجاهدتهم لأنفسهم لتحقيق الإخلاص و تمحيص أعمالهم لله تعالى
*

قراءة بعض الموضوعات التي كتبها عدد من الأئمة المحققين عن موضوع الإخلاص
*

العلم بإن إخلاص العمل من إخلاص العبودية لله تعالى

أنيس يقول... @ 20 يناير 2009 في 10:26 ص

احذرو من

الشهوة الخفية :

*

اشتغال المتفقه بفرض الكفاية عن فرض العين
*

الجرأة على الفتوى و تعجل التدريس
*

اشتهاء المناظرة و البحث عن الجدل و كثرة الكلام و الهرف بما لا يعرف
*

الولع بالغرائب و تعمد البحث عن المهجور من الأقوال
*

الشغب على المخالف ، و الزهو بالمتبِع

أنيس يقول... @ 20 يناير 2009 في 9:36 م

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي في الله جزاك الله خيرا
سلاح المؤمن هو الإخلاص، وهو سلاح واقٍ، يحميه من الهم والحزن واليأس والضياع والضعف والخيبة، ويجلب له السعادة وصلاح البال، قال تعالى: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
الاخلاص يكون عندما يستوي معك مديح الناس أو عدم ذكرهم لك
الدخول الى المنتدى باسم مستعار صحيح يمكنك من اخفاء أعمالك لكن كل مسلم عنده مسؤوليات
يجب أن تكون مسؤولا على كل كلمة تصدر عنك
الاستتار باسم مستعار يمكن أن يجعلك لا تتعمق في جوابك أو أن تفتح على نفسك بابا من أبواب الفتن لا سيما ان كان المنتدى مختلط

"أحاول أن أغادر بسرعة كل مكان أكتب فيه..
حتى لا أرى المدح و لا الاطراء.."
هذا أسميه غرور!!!!!!!!!
فاحذر أخي
كل خطاء!!!
المنتديات الاسلامية مجعولة للحوار وليس لإملاء آرائنا الشخصية على بقية المشتركين
يمكن أن تقوم بخطء ما
ويقوم أحد الاخوة بتصحيحه
أعاود تنبيهك أخي أننا مسؤولون على كل كلمة
ومراجعة كلامنا واجب علينا

تخيل أخي لو دخلت يوما الى الجامع و قيل لك أن الخطبة ستلقى من طرف الشيخ من وراء ساتر
هل ستستمع اليه؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سيكون كلامه مؤثر؟؟؟؟؟
أو أن يأتي شخص ملثم لدعوتك الى الله هل ستتقبل كلامه؟

عليك أن تحمد الله على النعمة التي أنت فيها
وتجعل منك منارة لاخوانك المسلمين الذين يتبعون آراءك التي أنت مسؤول أمام الله و أمامهم عليها

واحذر أن تقع في شراك الشيطان وتتبع هوى نفسك وتلهيك مثل هذه الأعمال عن اولويات العمل الدعوي !!!!!!!!!

وثبت نعمة الله عليك بشكر الله و حمده وجاهد نفسك ليكون عملك خالصا له
واعلم!!!!!
أنه ليس على العبد أضر من ملله لنعم الله، فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها، بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة. هذا وهي من أعظم نعم الله عليه، فأكثر الناس لا يشعرون بفتح الله عليهم نعمة، وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلمًا. فكم سعت إلى أحدهم من نعمة وهو ساعٍ في ردها بجهده، وكم وصلت إليه وهو ساعٍ في دفعها وزوالها بظلمه وجهله، قال تعالى: ﴿ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ [الأنفال: 53]، وقال تعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ [الرعد: 11]، فليس للنعم أعدى من نفس العبد..

إرسال تعليق