مشروع أصحاب الهمم العالية
إليك أخي أختي
أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركنوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا
"رب همة أحيت أمة"
ابن المنكدر
لذة العبادة
يقول ابن المنكدر:ما بقي في الدنيا من اللذات إلا ثلاث قيام الليل ولقاء الأخوان والصلاة في جماعة
4 commentaires
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
مشروع جيد جدا
نرجو منك لو كان بالإمكان وضع تعريف صغير لكل شخصية كي تعم المنفعة الجميع
بارك الله في سعيك
كان لمحمد بن المنكدر رحمه الله
سارية في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم
وكان يقعد في المسجد بعد العشاء الآخرة
فقحط اهل المدينة في سنة
فخرج الناس يستسقون فلم يسقوا !
فلما كان من الليل جلس محمد بن المنكدر رحمه الله كعادته في المسجد
وكانت المساجد آنذاك خالية من السرج (أي المصابيح)التي تضيئ فتكشف شخص الإنسان
فلما صلى العشاء
جلس خلف السارية فجاء رجل أسود تعلوه صفرة متزر بكساء وعلى رقبته كساء أصغر منه
فتقدم إلى السارية التيبين يدي محمد بن المنكدر رحمه الله
وكان محمد ابن المنكدر خلفه والرجل لا يراه ويحسب ان المسجد خالياً من الناس
فجاء هذا العبد فوقف وقفه العز بالايمان واليقين , وكان ضعيفاً وكانفقيراً وكان لا يعرفه احد من الناس -لا يبالي به احد- ولكنه لله ولي ذو قلب رَضِيّ
جاء في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم ونصب قدميه وبسط يديه اللتين لم تتلوثا
بالذنوب والآثام
بسط يده الطاهرة وقال : اللهم إن اهل المدينة قد قحطوا
اللهم أقسمت عليك لا انزلت يدي حتى تسقط المطر
فقال الإمام : فنظرت إلى هذا متعجباً وقلت في نفسي مجنون
يقول الإمام :
فوالله ما أنزل يديه حتى نزل المطر وخاض الناس فيه
فبكى الرجل الداعي وهو لا يعلم ان هناك منيراقبه وناجا ربه ضارعاً قائلاً :
اللهم هذا منك لا مني
اللهم هذا منك لا مني اللهم هذا منك لا مني
ومن أنا وما أنا حيث إستجبت لي
ولكن عذت بحمدك وعذت بطولك
اللهم هذا كرم بفضلك لا بعملي
وأنت الكريم الجواد
ثم نصب قدميه قائماً لله رب العالمين حتى طلع الفجر
فأراد أن يخبئ عمله
فركع ثم سجد ثم جلس وقام للوضوء
كأنما يوهم الناس أنه إنما دخل المسجد الآن
وكان الإمام محمد ابن المنكدر يبحث عن الصالحين ليصحبهم
فقال محمد ابن المنكدر هذا الرجل الصالحفي المدينة ولا أعرفه؟!
والله لأتبعه وأتعرف عليه
وبعد صلاة الفجر خرج محمد بن المنكدر خلفه وتبعه
يرقبه يريد ان يصحب هذا الولي العظيم
فخرج خلفه وخاض في المطر خوضاً عظيماً
ولكن حيل بينه وبينه
لأن الرجل كان قد أسرع
والمطر قد عوق الإمام محمد بن المنكدر أن يلحق الرجل
فقال فينفسه :
سأنتظره في المكان الذي جلس فيه لا أعلمه بمكاني
ثم إنه لابد سيأتي
وصدق ظنه رحمه الله
وأتى الرجل في الليلة المقبلة وكان من عادته مثل الذي كان من ليلته الأولى
قام ونصب قدميه حتى أوشك الفجر أن يطلع
ثم ركع وسجد ثم ذهب للوضوء
يوهم الناس أنه إنما أتى الآن
فلما قام تبعه محمد بن المنكدر بعد انقضاء الصلاة
فذهب خلفه فعلم بيته
ثم جاءه بعدما تعالى النهار
فوجده رجلاً إسكافياً يخيطا لأحذية والنعال
فأقبل عليه محمد بن المنكدر فقال السلام عليكم
فقال : وعليكم السلام يا أبا عبد الله مرحباً مرحباً
ألك حاجة أتريد أن أعمل لك خفا؟!
وكان محمد بن المنكدر اسماً لامعاً يعرفه الناس جميعاً رحمه الله كان عالماً ربانياً تقياً ورعاً زاهداً جليلاً رحمه الله
فذهب إليه وسلم عليه وقال له :
أأنت صاحب ليلة البارحة!!!
قال وما ذاك ؟!!
فاسود وجه الرجل واشتد غضبه ودارت عيناه وقال وما ذاك؟؟!!
وقال : يا ابن المنكدر ما أنت وذاك ؟
يخاف الرجل أن يطلع احد على عمله
قال : ألست أنت الذي فعل كذا وكذا ليلة أمس
قحط الناس ودعوت الله فأنزل الله المطر!
فقال : وتفعل ذلك يا محمد بن المنكدر
تريد ان تفضحني
مالي وما لمحمد بن المنكدر
مالي وما لمحمد بن المنكدر
فلما رأى محمد بن المنكدر أن الرجل غاضب
وخشي أن يمسه شواظ غضبه
ولى وذهب وتركه وقال أتركه الآن حتى يهدأ , ما الذي أغضبه؟!
فذهب محمد بن المنكدر
فلما جاء الصبح جلس في المسجد حتى طلعت الشمس ثم خرج حتى أتى الدار التي كان فيه افإذا باب البيت مفتوح وإذا ليس في البيت شيء
فقال جيران الرجل لمحمد بن المنكدر رضي الله عنه : ما الذي فعلت معه إنك بعد إنصرافك من
عنده أخذ أحذيته وآلته ثم لم يدع في بيته جلدا ولاقالبا إلا وضعه في كسائه ثم حمله ثم خرج فلم ندر
أين ذهب ومضى وترك المكان كله وقال إني راحل عن بلدة كشف سري فيها
ثم قالوا: فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح
قال محمد بن المنكدر :
فما تركت بالمدينة دارا أعلمها إلا طلبته فيها فلم أجده رحمه الله
انتهى
انظر يا أخي إلى هذه القصة العظيمة
قصة هذا الرجل العابد الزاهد التقي النقي الخفي
الذي لا يعرفه أحد من الناس ولا أحد يعرف من هو؟
وحتى راويا لقصة محمد بن المنكدر رحمه الله لا يعرفه ولا يعرف من يكون
ولكن ... كفى أن الله يعرفه !!!
وقد قيل : الأتقياء الأخفياء كفى أن الله يعرفهم
واختم الموضوع بهذه الاحديث العظيمة:
فعن أبي هريرةرضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )) رواه مسلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن من عباد الله من لو أقسم علىالله لأبره)) رواه البخاري
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: " كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبهله لو أقسم على الله لأبره ".
رواه الترمذي
فاللهم اجعلنا من الأتقياء الأخفياء واحفظنا من الرياء والسمعة
واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
محمد بن المنكدر تاريخ الإضافة:1-5-2006
هو محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي، أبو عبد الله ويقال أبو بكر ، المدني، ولد سنة بضع وثلاثي من الهجرة.
وعده أصحاب الطبقات من الطبقة الثالثة: من الوسطى من التابعين، وروى له: البخاري - مسلم - أبو داود- الترمذي - النسائي - ابن ماجه.
الصحابة الذين تعلم على أيديهم:
حدث عن سلمان وأبي رافع وأسماء بنت عميس وأبي قتادة وطائفة مرسلاً، وعن عائشة وأبي هريرة وعن ابن عمر وجابر وابن عباس وابن الزبير وأميمة بنت رقيقة وربيعة بن عباد وأنس بن مالك وأبي أمامة بن سهل ومسعود بن الحكم وعبد الله بن حنين وحمران وذكوان أبي صالح وسعيد بن المسيب وعروة وعبد الرحمن بن يربوع وأبيه المنكدر.
أثر الآخرين فيه:
قال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر وصفوان بن سليم: الجد الجد، والحذر الحذر فإن يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملناه فضلاً وإلا لم تلوما.
وكانت أمه تقول له: لا تمازح الصبيان فتهون عليهم.
وقال محمد بن المنكدر لأبى حازم: يا أبا حازم، ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير، ما أعرفهم وما صنعت إليهم خيرًا قط، فقال أبو حازم: لا تظن أن ذلك من قبلك، ولكن انظر إلى الذي ذلك من قبله فاشكره.
من ملامح شخصيته:
اجتهاده في العبادة:
كان ابن المنكدر من المجتهدين في العبادة فيقول: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، وبينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى فكثر بكاؤه، حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه فقال: ما الذي أبكاك قال: مرت بي آية قال وما هي قال:"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما.
وعن سعيد بن عامر قال: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي.
وعن عمر بن محمد المنكدر قال: كنت أمسك على أبي المصحف، فمرت مولاة له فكلمها فضحك إليها ثم أقبل يقول: إنا لله إنا لله حتى ظننت أنه قد حدث شيء فقلت: مالك فقال: أما كان لي في القرآن شغل حتى مرت هذه فكلمتها.
وعن سفيان قال: كان محمد بن المنكدر ربما قام من الليل يصلي ويقول: كم من عين الآن ساهرة في رزقي.
بره بأمه:
كان محمد بن المنكدر باراً بأمه، فكان يضع خده بالأرض ثم يقول لأمه قومي ضعي قدمك على خدي، وقال: بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته.
أثره في الآخرين:
كان لمحمد بن المنكدر أثرًا بينًا في تربية الآخرين فعن ابن الماجشون قال: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني، وقال مالك: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة آتى ابن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأبغض نفسي أيامًا.
ورأى محمد بن المنكدر رجلاً واقفًا مع امرأة يكلمها فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
من كلماته:
قال محمد بن المنكدر: أرأيت لو أن رجلا صام الدهر لا يفطر وقام الليل لا ينام وتصدق بماله وجاهد في سبيل الله واجتنب محارم الله، غير أنه يؤتى به يوم القيامة فيقال: إن هذا عظم في عينه ما صغره الله، وصغر في عينه ما عظمه الله، كيف ترى يكون حاله؟ فمن منا ليس هكذا؟ الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا.
قيل لمحمد بن المنكدر: أي العمل أحب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. قيل: فما بقي مما يستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.
مناقبه وما قيل فيه:
قال ابن وهب: حدثني ابن زيد قال: خرج ناس غزاة في الصائفة فيهم محمد بن المنكدر، فبينا هم يسيرون في الساقة إذ قال رجل منهم: اشتهي جبنًا رطبًا فقال محمد: فاستطعم الله فإنه قادر فدعا القوم فلم يسيروا إلا شيئًا حتى وجدوا مكتلاً مخيطًا، فإذا هو جبن طري رطب، فقال بعضهم: لو كان هذا عسلاً، قال: الذي أطعمكموه قادر، فدعوا الله فساروا قليلاً فوجدوا فرق عسل على الطريق، فنزلوا وأكلوا الجبن والعسل.
وقال ابن عيينة: كان ابن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون.
وعن مالك قال: كان محمد سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كاد أن يبكي.
وفاته:
موقف الوفاة:
عن عبد الرحمن بن زيد قال: أتى صفوان بن سليم محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال: يا أبا عبد الله، كأني أراك قد شق عليك الموت؟! فما زال يهون عليه الأمر ويتجلى عن محمد حتى لكأن وجهه المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما ألاقيه لقرت عينك. ثم قضى! وكانت وفاته سنة ثلاثين ومائة.
المصادر:
سير أعلام النبلاء - رواة التهذيبيين - محاسبة النفس - الصمت - الطبقات الكبرى - عدة الصابرين - تذكرة الحفاظ- المنامات - صفة الصفوة - إحياء علوم الدين - المستطرف - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جامع العلوم والحكم - المتحابين في الله - حسن الظن بالله - تاريخ الإسلام - التاريخ الكبير - المحتضرين - مشاهير علماء الأمصار..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
إرسال تعليق