سأكتب لكم ما يجود الله به عليّ .. أنا نفسي لا أعرف ماذا أكتب؟
لكني سأدع القلب والأصابع في خط مباشر
القلب يأمر .. والأصابع تضرب على الحروف لتظهر لكم الكلمات
فأبدأ مستعينا بالله:
..
الخشوع .. ما أعظم الخشوع .. ما أعظم الخشوع
الخشوع منحة ربانية من أعظم المنح
وعطية من الله يعطاها المقبلون الصادقون
..
الخشوع ليست بضاعة يمكن الحصول عليها بثمن أو حيلة
..
هو محض توفيق من الله .. نعم توفيق من الله
وفتح من الله على قلوب من يشاء من عباده المخلصين
..
من رأى الله في قلبه الصدق والإقبال .. قربه منه وأدناه
ومن رأى الله من قلبه الصد والانشغال .. حتى وهو بين يديه
أنصرف عنه وأقصاه
..
تسألون عن الخشوع ؟
أليس القرآن فيه جواب كل سؤال؟
فلماذا ننصرف عن كلام الملك إلى كلام المملوك
انظروا ربكم ماذا يقول لكم .. وهو يرشدكم إلى الخشوع
..
يقول تعالى : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
..
..
..
الخشوع يا أحباب معنى قلبي .. ولا يمكن الحصول عليه إلى بمعنى قلبي أيضا
..
ولو دخل أحدنا في الصلاة .. وكان الله أعظم شيء في قلبه
يستحيل أن ينصرف قلبه عن الله
..
لكننا نأتي بكل شيء معنا إلى الصلاة .. بهمومنا وأمانينا .. فكيف يجتمعان؟
..
الذنوب والمعاصي من اكبر أكبر الأمور التي تبعدنا وتحرمنا تمام الخشوع
لأن الخشوع نور وضياء
والذنوب ظلمة وكدر
..
ولذلك تأملوا معي .. تأملوا معي رحمة الله بنا
كيف يهيئنا ويجهزنا للوقوف بين يديه
..
دائما يرحمنا .. دائما يغفر لنا .. دائما يتودد إلينا
ونحن ننشغل عنه .. وننصرف عنه إلى غيره ،، حتى ونحن بين يديه
..
تأملوا معي الكم الهائل من المقدمات التي يهيئنا بها الله
..
يغفر لنا الذنوب .. يضاعف لنا الحسنات .. ويرفع لنا الدرجات ..
..
نبدأ بالأذان :
مع الأذان .. نقول كما يقول المؤذن ..
وعند حي على الصلاة وحي على الفلاح ، نقول لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم بعد الأذان .. نصلي ونسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثم ندعو بدعاء الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وأبعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته ))
..
بفعلنا لهذه الأمور الأربعة .. تدرون على ماذا حصلنا؟ ..
حصلنا على وعد بدخول الجنة .. وحصلنا الإذن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لنا .. وصلى الله علينا عشرا.
تأملوا الأحاديث :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر . فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله . قال : أشهد أن لا إله إلا الله . ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : أشهد أن محمدا رسول الله . ثم قال : حي على الصلاة . قال : لاحول ولاقوة إلا بالله . ثم قال : حي على الفلاح . قال : لاحول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : الله أكبر الله أكبر . قال : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : لا إله إلا الله . قال : لا إله إلا الله ، من قلبه - دخل الجنة" رواه مسلم.
..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري.
..
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله عز وجل لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة" رواه مسلم.
..
وهناك أمر خامس نفعله عند سماع الأذان : وهو قولنا : (( وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله رب وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ))
..
هل تعلمون على ماذا حصلنا بهذا الذكر : غفرت لنا ذنوبنا .
عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا غفر له ذنبه" رواه مسلم.
فما أكرم الله ..
أعطانا في الأذان .. وخلال دقائق .. أربعة أشياء
1- وعد بدخول الجنة .
2- حلت لنا الشفاعة .
3- صلى الله علينا عشرا.
4- غفران للذنوب.
..
هذه أربعة منح مع الأذان فقط
..
أما بعد الأذان .. فادع يستجب لك ، وسل تعطعه :
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه" حسن صحيح.
..
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة" صحيح.
..
فاسأل الله الخشوع وحضور القلب .. واسأله مما تحب
..
أرأيتم يا أحبابي كل هذه المنح الكريمة الربانية ..
كم يتودد إلينا ربنا ونحن غافلون ..
..
ننتقل الآن إلى الوضوء ..
وفي الوضوء أعطيات وأعطيات
إن ربك يغسلك أيها العبد من ذنوبك غسلا
وتتساقط ذنوبك .. استعدادا للوقوف أمام الجليل ..
فاحضر قلبك وتفكر ..
..
عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء أو نحو هذا فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ( فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مستها رجلاه مع الماء _ أو مع آخر قطر الماء _ حتى يخرج نقيا من الذنوب" رواه مسلم .
..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا توضأ فغسل يديه خرت خطاياه من يديه فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه فإذا غسل ذراعيه ومسح برأسه خرت خطاياه من ذراعيه ورأسه فإذا غسل رجليه خرت خطاياه من رجليه" رواه مسلم
..
سبحان الله .. تنقية من الذنوب كلها .. ما أرحمك يا رحمن ..
..
وليس هذا فقط .. بل تأمل هذه الأخرى أيضا :
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء" أخرجه مسلم.
..
يعني .. تتوضأ .. فتتساقط ذنوبك كلها .. وتقول الذكر الوارد فتفتح لك أبواب الجنة الثمانية
..
الله أكبر .. أي فضل هذا يا كرم ، أي فضل؟!!
..
أذن العصر الآن .. مشتاق للتطبيق .. أذهب ثم أعود لكم بإذن الله.
..
عودا حميدا
..
فتأملوا يا أحباب ..
إذا توضأنا أعطانا الله منحتين :
1- خرجت ذنوبنا ونقينا من كل الخطايا .
2- فتحت لنا أبواب الجنة الثمانية ندخل من أيها نشاء .
..
هذا في الوضوء .. هل أزيدكم؟ ..
..
حسنا .. من صلى بعد الوضوء ركعتين دخل الجنة ..
وهذا هو العمل الذي كلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة سمع صوت نعلي بلال رضي الله عنه أمامه في الجنة
فلما سأله عن سبب ذلك .. أجابه بلال رضي الله عنه .. بأنه ما توضأ وضوءاً من ليل أو نهار إلا صلى بذلك الوضوء ما شاء الله له .
..
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال رضي الله عنه : "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؟فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة"،قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي . رواه البخاري.
..
وهذا شرف عظيم وأي شرف!! ..
..
كونوا معي يا أحبابي .. ها نحن نكمل المسيرة نحو الصلاة
تأملوا التحضيرات الربانية لنا
تفكروا واستشعروا المنح والعطايا
..
الآن خرجنا من البيت .. خرجنا بالقدم اليسرى .. ثم لبسنا الحذاء بالقدم اليمنى .. تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم
ثم قلنا ذكر الخروج (( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله )).
..
هل تعلمون ماذا حصل الآن؟ ..
قيل لنا : هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنا الشيطان.
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" صحيح رواه الترمذي .
..
الله أكبر
..
الآن نحن نسير إلى المسجد .. ها هي قدم ترتفع وأخرى تنخفض
ها هي الخطوات تسير نحو بيت الله .. واللسان مشغول بذكر الله .. والقلب مشتاق للقاء الله
..
وبينما أنت تذكر الله وتقول الأذكار .. وتسلم على من يمر بك أو تمر به
..
هناك أمور تحدث لك .. هناك منح وعطايا تعطى لك .. هل تفكرت فيها يوما؟!!
..
تأمل معي قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
...
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك بأن أحدكم إذاتوضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ولا ينهزه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد ..."رواه البخاري ومسلم.
..
لا إله إلا الله .. خطوة تحط عنك خطيئة .. وخطوة ترفع لك درجة في الجنة
..
ما أكرمك يا رب .. ما أرحمك يا رب
..
دعونا نكمل المسيرة ..
ها نحن دخلنا المسجد ..
خلعنا الحذاء باليسرى .. ودخلنا المسجد باليمنى
ثم نقول هذا الذكر العظيم : (( أعوذ بالله العظيم ووجه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ))
بهذا الذكر نحفظ من الشيطان سائر اليوم
..
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" قال أقط ؟ قلت نعم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم. ( صحيح )
..
ثم نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ونقول : (( اللهم اغفر لي اللهم افتح لي أبواب رحمتك )).
..
عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول: "بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك" وإذا خرج قال: "بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".* ( صحيح).
.. .. ..
بهذه المقدمات وهذه الروحانيات .. نصل إلى بيوت الله ..
وندخل إلى مساجد الله
..
وبمجرد الدخول .. تبدأ الملائكة بالصلاة والاستغفار لنا .. وتظل الملائكة تصلي علينا وتستغفر حتى نخرج من المسجد.
..
وإذا تقدمنا وصلينا في الصف الأول .. فإن هناك ملائكة إضافيون يصلون على الصفوف الأُول .. وميامن الصفوف الأول
..
وربنا يباهي بنا ملائكته
..
وإذا جلسنا في المسجد نتنظر الصلاة التي بعدها .. كنا طوال الوقت في صلاة ..
.. ..
وإليكم الأحاديث الواردة .. اقرؤوها بقلوب محبة .. فهذه الأحاديث خرجت من أطهر فم في الوجود .. من فم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك بأن أحدكم إذاتوضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ولا ينهزه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ويقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه" أخرجه البخاري ومسلم.
..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه"أخرجه البخاري ومسلم.
..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذ فيه"أخرجه البخاريومسلم .
..
عن عبد الله بن عمرو قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبتيه فقال: "أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى"صحيح الترغيب .
..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث أو يقم اللهم اغفر له اللهم ارحمه" رواه البخاري ومسلم .
..
عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول"صحيح.
.. ..
..
.
الله أكبر يا أحبابي .. لا إله إلا الله
كل هذه المنح والتحضيرات التي يحضرنا بها ربنا ويجهزنا بها للوقوف بين يديه
. فأين نحن بعد كل هذا .. وماذا نريد أكثر؟!!!
..
أبلغت ذنوبنا وجرائرنا حدا .. بحيث كل هذه الأعطيات والمغفرات والرحمات .. ليست قادرة على محوها
نعوذ بالله من الخذلان .. نعوذ بالله من الخذلان.
..
يا أحبابي .. كل هذا الذي سبق .. كل هذا قبل الصلاة ..
أما المنح التي تعطى في الصلاة .. فلا أحد يعلم بها .. لأن الصلاة بين العبد وبين ربه
هو يناجي ربه .. وبقدر صدقه وإقباله وخشيته يكون العطاء
..
ما أجمل أن تستشعر هذا الشعور .. أن تكون ساجدا راكعا .. الذي بجوارك لا يسمع ولا يعلم ما تقوله
إذاً .. أنت مع من ؟ أنت تخاطب من ؟!!
ألست تخاطب الملك جل جلاله .. فلا إله إلا الله
..
دعني أنقل لكم بعض الأحاديث عما يناله العبد وهو بين يدي ربه في الصلاة
..
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف" حسن .
..
فهذه صلاة إضافية من الملائكة على الذين يصلون الصفوف ويسدون الفرج.
..
وقال صلى الله عليه وسلم : "أقيموا الصفوف ؛ فإنما تصفون كصفوف الملائكة ، حاذوا بين المناكب ،وسدوا الخلل ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفا وصله الله".صحيح.
..
وهذه منحة إضافية .. فإن الله يصل العبد الذي يصل الصفوف ويسد الفرج ..
فلكم أن تتخيلوا .. كيف هي صلة الله لعبده .. وبماذا سيصله !! فلا إله إلا الله
..
وإليكم فرص وفرص لمغفرة الذنوب .. تأملوا هذه الأحاديث
..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمنّ القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".وأخرجه البخاري ومسلم ، وأمنّ أي قال آمين.
..
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام ( غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه".أخرجه البخاري ومسلم .
..
هذه فرصة أخرى لمغفرة الذنوب .. هذا كرم الكريم ..
..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". * ( صحيح ) _ وأخرجه البخاري ومسلم.
وهذه فرصة بعد فرصة .. لمغفرة الذنوب .. فيا ربنا أنت أكرم الأكرمين .. وقد رأينا من رحماتك ما لا يخطر لنا على بال .. يا كريم فارحمنا ولا تجعلنا من الغافلين .. آمين.
..
وهناك مغفرة للذنوب مرة بعد مرة بعد مرة ..
كل هذا رحمة من الله بنا .. وحتى يغفر لنا ويدخلنا الجنة
وكل هذا لأنه لا يريد لنا أن نسقط في دركات النار ..
فكيف نغفل عن ربنا بعد كل هذه النعم والمنح والأعطيات؟
..
تريدون أن أزيدكم
..
فخذوا إذاً
..
فإن العبد إذا قام للصلاة .. فإن ذنوبه توضع على كتفيه .. فكلما سجد أو ركع .. تساقطت هذه الذنوب كتساقط الورق .. حتى يقوم وليس عليه شيء ..
..
قال صلى الله عليه وسلم : "إن العبد إذا قام إلى الصلاة المكتوبة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه ، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه". ( صحيح ) .
عن أبي المنيب قال : رأى ابن عمر فتى قد أطال الصلاة وأطنب ، فقال : أيكم يعرف هذا فقال رجل أنا أعرفه ، فقال : أما إني لو عرفته لأمرته بكثرة الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره – أي نفس الحديث السابق . وإسناده صحيح .
..
وفي السجود .. كل سجدة ترفع لك درجة في الجنة وتحط عنك خطيئة ..
..
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان فقلت له حدثني حديثا عسى الله أن ينفعني به ، قال : فسكت ثم عدت فقلت مثلها فسكت ثلاث مرات فقال لي: عليك بالسجود لله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة".
قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال مثل ذلك.* ( صحيح ) أخرجه مسلم
..
عن عبادة بن الصامت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة ومحا عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود". *( صحيح ).
..
وفي السجود أقرب ما يكون العبد من ربه .. من خالقه وسيده
أقرب ما يكون من رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما
فليكثر حينها من الدعاء .. فإنه أحرى أن يستجاب له
..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" ( صحيح ) _ وأخرجه مسلم .
..
أحبابي في الله
..
إليكم المزيد .. إذا أخذتم نوائلكم وأعطياتكم من ربكم الكريم قبل الصلاة .. وأثناء الصلاة ..
فهاهي أعطياته بعد الانتهاء من الصلاة
..
أتدرون ما هي؟ ..
1-مغفرة للذنوب وإن كانت مثل زبد البحر
..
قال صلى الله عليه وسلم : "من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون ، ثم قال تمام المائة : لاإله إلا الله وحده ، لاشريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" . ( صحيح ).
..
الله أكبر .. الله أكبر
..
2- لم يبق بيننا وبين دخول الجنة إلا الموت
..
قال صلى الله عليه وسلم :"من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة ؛ لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت". ( صحيح ).
..
أبعد كل هذه الرحمات .. نصلي ونحن غافلون ساهون
مشغولون بمن .. مشغولون بماذا؟
ألا نتفكر في كل هذه الهبات
ألا نستشعر عظمة الباري وهو يتحنن ويتكرم
..
نحن مقصدنا الأساسي هو ربنا .. لذا .. فلا تتذكروا النعم وتنسوا المنعم
لا تتذكروا مغفرة الذنوب وتنسوا الغفار
لا تتذكروا كل الرحمات والفيوضات وتنسوا المنعم المتفضل
..
لولاه لما غُفر لنا .. لولاه لما شممنا رائحة الرحمة
لولاه لما رأينا لهمومنا فرجا .. ولا لضيقنا مخرجا
..
(ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام : 102- 103 ).
..
وأختم بتذكرة لأخواتنا الكريمات .. لا تحسبوا بأن هذه الأحاديث خاصة بالرجال .. بل إن الله قد أعطاكم كل هذه المزايا وأنتن في بيتكن
فبشرى لكم .. فإن صليتم في بيوتكن فلكم كل هذه الفضائل التي مرت
وإن صليتن في المسجد فلكن كل ما سبق ذكره .. وما عند الله خير وأعظم
..
وهذا الحديث هدية لمن قرأ بتدبر وتمعن وتفكر ..
قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله لينادي يوم القيامة : أين جيراني ، أين جيراني ؟ قال : فتقول الملائكة : ربنا ! ومن ينبغي أن يجاورك ؟ فيقول : أين عمار المساجد ؟". ( صحيح ).
..
0 commentaires
إرسال تعليق