30 مايو 2009

28 مايو 2009

حكم مراسلة الزوجة رجلا أجنبيا وقبول الهبة منه


السؤال:
كنت قد أحببت رجلاً في السابق حبا طاهرا وشريفا، ولكن لم يحدث بيننا نصيب، وقد سافر إلى بلد آخر فتزوجت رجلا آخر، ولكن بقي بيننا رسائل إلكترونيى من باب السؤال والاطمئنان على الأحوال كجزء من معرفة سابقة ليس إلا. وكان في السابق يعطيني بعض المال كجزء من الصرف على نفسي وقضاء حوائجي فقط لا غير. والآن وبعد أن تزوجت بعث لي حوالة مالية بمبلغ من المال كهدية وكتعبير عن مباركة شخصية لي بالزواج . سؤالي محدد وواضح: أنا لا أسأل عن علاقتي بهذا الشخص . ولكني أسأل عن هذا المال هل هو حلال لي مع العلم أنه وهبني إياه كهبة، وكهدية منه ولا ينتظر مقابله شيئا وقد صرفت هذا المال. أفيدوني أفادكم الله؟

الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا أن ننبه إلى أنه من المستبعد أن يكوان الواهب لهذا المال والأموال التي كان يعطيك إياها من قبل لا يقصد من ورائها أي مقصد، لما ذكرته مما كان بينكما من علاقة.

وعلى أية حال، فإن كان الامر على ما ذكرت من كون هذا المال مجرد هبة وخلا من الأغراض الفاسدة والمقاصد الخبيثة، ولم يكن ذريعة للشر وتعلق قلبك به، فإنه حلال طيب، وقد بينا هذا في الفتويين رقم: 28121، 63617.

وإن كان الأولى عدم قبوله لأنه لا يؤمن أن يجر إلى الفتنة والشر.

مع التنبيه على أن ما يحدث بينك وبنيه من مراسلات لا يجوز، فاتقي الله وكفي عن ذلك، واعلم أنك بهذا الفعل مع ما تكتسبين به من سخط الله وغضبه فإنك تضعين أسرتك في مهب الريح، فإن الزوج لو علم بهذه العلاقة فستكون العواقب وخيمة والنهاية أليمة، وراجعي في ذلك الفتاوى: 26253، 63571، 110746.

والله أعلم.

من سرق مالاً قبل البلوغ لم تبرأ ذمته إلا برده


السؤال : سرقت بعض الأشياء القليلة ( أربعة أو خمسة أشياء ) من البقالة ومن أحد أقاربي عندما كنت صغيراً في مرحلة الابتدائية من باب الشقاوة وليس لحاجتي الشديدة إلى تلك الأشياء , فالسؤال هو: ماذا عليّ أن أفعل تجاه ما سرقت؟ علماً بأني لا أملك تلك الأشياء التي سرقتها لكي أعيدها إليهم ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

سبق في جواب السؤال رقم (7833) الكلام على "السرقة عند الأطفال" وكيفية علاجها والداعي لها .

ثانياً :

إذا سرق الصبي مالاً أو جنى على شخص جناية بإتلاف شيء من ماله أو بجرحه أو قتله ... ونحو ذلك ، فلا يأثم الصبي بذلك ، لأنه غير مكلف ، ولكن لا يسقط حق المجني عليه ، بل يجب على الصبي ضمانه من ماله .

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (7/37) : "قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن جنايات الصبيان لازمة لهم في أموالهم" انتهى . ونقله أيضاً ابن قدامة في "المغني" (3/108).

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : عن حكم من أخذ مالاً حراماً من عدة أشخاص ، وذلك قبل أن يبلغ سن الرشد ، وبعدما بلغ سن الرشد تاب إلى ربه ، واستغفره ، ويريد أن يرجع المال لأصحابه وهو لا يعرف كم مقدار ذلك المبلغ ، ولكنه اجتهد في تقديره وبدون أن يظلم أحداً منهم إن شاء الله ، وأيضاً يوجد شخص من هؤلاء الأشخاص لا يعرف اسمه ولا مكان إقامته ، فهل يتصدق به عنه أم لا؟

فأجاب :

"أما من عرفهم ، فإنه يسلم إليه حقهم حسب اجتهاده ، وحسب ما يغلب على ظنه أو يستبيحهم ويسألهم العفو عما مضى ، وعما حصل ، وأما من جهل ، ولم يعرف هل هو حيٌ أو ميت ، ولم يعرف ورثته ، فإنه يتصدق به عنه بالنية عن صاحب الحق ، مع التوبة إلى الله ، والصدق في ذلك ، وتبرأ ذمته إن شاء الله في ذلك" انتهى . http://www.binbaz.org.sa/mat/9338

أما كونك لا تملك عين المال المسروق لاستهلاكه ، فالواجب عليك أن ترد مثله أو قيمته لصاحبه .

وإذا كان في إرجاع هذه الأشياء إلى صاحبها إحراج لك ، فلا يجب عليك إخبارهم بذلك ، بل المقصود هو إرجاع الحق إليهم بأي طريقة .

وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن مال مسروق تاب مَنْ أخذه ويريد رده ؛ لكن يسبب له بعض الإحراجات .

فأجاب :

"... وعليه رد الأموال إلى أصحابها إذا عرفهم ، عليه أن يردها إليهم بالطريقة التي تمكن ، ولو من غير أن يعلموا أنها منه ، يرسلها إليهم بواسطة من يرى حتى يوصلها إليهم ، عن طريق البريد أو من غير طريق البريد ، ولا يجوز له عدم ردها ، بل يجب ردها إذا عرفهم بأي طريقة على وجه لا يعلمون أنها منه ، يعطيها إنساناً يسلمها لهم يقول لهم : إن هذه أعطانيها إنسان يقول إنها حق لكم عنده ، وأعطانيها أسلمها لكم ، والحمد لله" انتهى . http://www.binbaz.org.sa/mat/17764

وانظر جواب السؤال رقم (83099) و (31234) .

ونسأل الله لك التوفيق، والمزيد من الهداية، والتثبيت .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد

هل تجوز قراءة القرآن في الجمعة بصوت مرتفع في المسجد ؟

لا يجوز للمسلم أن يرفع صوته بالقراءة في المسجد أو غيره إذا كان يشوش على من حوله من المصلين أو القراء ، بل السنة أن يقرأ قراءة لا يؤذي بها غيره؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج على الناس ذات يوم في المسجد وهم يرفع بعضهم الصوت على بعض بالقراءة فقال: ((أيها الناس كلكم يناجي الله فلا يرفع بعضكم صوته على بعض أو قال: فلا يجهر بعضكم على بعض)) [1]

[1] رواه الإمام أحمد في ( مسند المكثرين ) برقم ( 4692 ، 5096 ) ، ومالك في ( الموطأ ) في ( النداء للصلاة ) برقم ( 163 ).

من ضمن الأسئلة الموجهة إلى سماحته بعد تعليقه على ندوة في الجامع الكبير بالرياض بعنوان : ( الجمعة ومكانتها في الإسلام ) بتاريخ 16 / 5 / 1402 هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الثاني عشر

26 مايو 2009

25 مايو 2009

تفسير: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا


السؤال

ما معنى: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. هل تنطبق على الوسوسة في شتم الله؟
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المرض المذكور في الآية هو مرض النفاق والشك، كما نص عليه جمع من المفسرين، وحمله بعضهم على الألم الذي يجده المنافق من الخوف. وراجع تفسير ابن جزي وابن الجوزي والشوكاني، وراجع في حكم الموسوس الذي يتفوه بما ذكر في السؤال مما هو أشنع من أن يتلفظ به عاقل، وفي علاجه الفتاوى التالية أرقامها: 117168، 51601، 48325.

والله أعلم.

المؤمن والخوف من الموت


الأخت التي رمزت لاسمها بـ: أ . ع . من الرياض تقول في سؤالها: هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله؟


يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله سبحانه ويرجواه؛ لأن الله سبحانه قال في كتابه العظيم: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[1]، وقال عز وجل: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ[2]، وقال سبحانه: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[3]، وقال عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ[4]، وقال عز وجل: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[5] في آيات كثيرة ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله، ولا الأمن من مكره، قال الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[6]، وقال تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[7]، وقال عز وجل: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[8]، ويجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث الإعداد للموت والحذر من الغفلة عنه، للآيات السابقات، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أكثروا من ذكر هادم اللذات)) الموت ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)) فقلت: يا نبي الله: أكراهية الموت فكلنا نكره الموت، قال: ((ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه)) متفق عليه، وهذا الحديث يدل على أن كراهة الموت والخوف منه لا حرج فيه، ولا يدل ذلك على عدم الرغبة في لقاء الله؛ لأن المؤمن حين يكره الموت أو يخاف قدومه يرغب في المزيد من طاعة الله والإعداد للقائه، وهكذا المؤمنة حين تخاف من الموت وتكره قدومه إليها إنما تفعل ذلك رجاء المزيد من الطاعات والاستعداد للقاء ربها.
ولا حرج على المسلم أن يخاف من المؤذيات طبعا كالسباع والحيات ونحو ذلك فيتحرز منها بالأسباب الواقية، كما أنه لا حرج على المسلمين في الخوف من عدوهم حتى يعدوا له العدة الشرعية، كما قال الله سبحانه:
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[9] - أي الأعداء - مع الاعتماد على الله والاتكال عليه والإيمان بأن النصر من عنده، وإنما يأخذ المؤمن بالأسباب ويعدها؛ لأن الله سبحانه أمره بها لا من أجل الاعتماد عليها، كما قال الله سبحانه: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[10].
وإنما الخوف الذي نهى الله عنه هو الخوف من المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب أو فعل المعصية، وفي ذلك نزل قوله سبحانه:
فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[11]، وهكذا الخوف من غير الله على وجه العبادة لغيره، واعتقاد أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون أو يضر وينفع بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم. وبالله التوفيق.

[1] سورة آل عمران الآية 175.
[2]
سورة المائدة الآية 44.
[3]
سورة البقرة الآية 40.
[4]
سورة البقرة الآية 218.
[5]
سورة الكهف الآية 110.
[6]
سورة الزمر الآية 53.
[7]
سورة يوسف الآية 87.
[8]
سورة الأعراف الآية 99.
[9]
سورة الأنفال الآية 60.
[10]
سورة الأنفال الآية 10.
[11]
سورة آل عمران الآية 175.

24 مايو 2009

23 مايو 2009

22 مايو 2009

حكم استقبال واستدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البيوت


حكم استقبال واستدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البيوت السؤال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ....) الحديث . والسؤال : هناك بعض المراحيض والحمامات في البيوت والمنازل تجاه القبلة فما الحكم؟

الجواب :

الحمد لله

"الأحاديث الصحيحة في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة كثيرة تدل على تحريم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة ببول أو غائط ، وهذا في الصحراء أمر واضح ، وهو الحق ؛ لأن الأحاديث صريحة في ذلك ، فلا ينبغي ولا يجوز أبداً استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء ببول أو غائط .

أما في البنيان فاختلف العلماء في ذلك أكثر ، فقال بعضهم : يجوز في البناء ؛ لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في بيت حفصة قضى حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة كما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قالوا : هذا يدل على أنه لا بأس باستقبالها واستدبارها في البناء ؛ لأن الإنسان مستور بالأبنية ، والأصل أنه يفعل ذلك للتشريع ويُتأسى به عليه الصلاة والسلام في أفعاله ، فلما فعل ذلك دل على جوازه ؛ لأنه قضى حاجته على لبنتين مستقبل الشام مستدبر الكعبة ، هذا يدل على جوازه في البناء .

وقال آخرون : هذا لعله خاص به صلى الله عليه وسلم لأنه فعله في البيت ولم يشتهر ولم يفعله في الصحراء فيدل على أنه خاص به ، وأنه يجب على المسلمين عدم الاستقبال وعدم الاستدبار حتى في البناء ، عملاً بالأحاديث العامة التي فيها التعميم وعدم التخصيص ، وهذا قول أظهر أنه ينبغي عدم الاستقبال وعدم الاستدبار مطلقاً في البناء والصحراء .

لكن كونه محرماً في البناء محل نظر ؛ لأن الأصل عدم التخصيص به صلى الله عليه وسلم ، لكن يحتمل أن يكون هذا قبل النهي ، ويحتمل أنه خاص به عليه الصلاة والسلام ، فلهذا لا يكون التحريم فيه مثل التحريم في الصحراء ، فالأولى للمؤمن ألا يستقبل في الصحراء ولا في البناء ، ولا يستدبر .

لكن في البناء أسهل وأيسر ، ولا سيما عند عدم تيسر ذلك لوجود المراحيض الكثيرة إلى القبلة ، فحين إذن يكون الإنسان معذوراً لأمرين :

الأمر الأول : وجود المراحيض التي إلى القبلة ويشق عليه الانحراف عنها .

الأمر الثاني : ما عرفت من حديث ابن عمر في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم للشام واستدباره الكعبة في قضاء حاجته في بيت حفصة ، هذا يدل على الجواز ، والأصل عدم التخصيص له صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فيكون الفعل جائزاً مع أن الأولى ترك ذلك في البناء ، ويكون في الصحراء محرماً لعدم ما يخص ذلك ، هذا هو الأقرب في هذه المسألة . والله جل وعلا أعلم" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (2/574 ، 575) .




19 مايو 2009

حكم تلاوة القرآن بصورة جماعية بصوت واحد


السؤال : ما هو رأي الدين في تلاوة القرآن بصورة جماعية بعد صلاة الصبح والمغرب ، حيث إن بعض الإخوة قالوا لنا : إنها بدعة؟

الجواب :

الحمد لله

"تلاوة القرآن الكريم من العبادات التي شرعها الله لعباده ، وبيَّنها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وأصحابه يستمعون ، ليستفيدوا مما يقول لهم ، ويفسره لهم عليه الصلاة والسلام ، وربما أمر بعض أصحابه أن يقرأ القرآن وهو يستمع عليه الصلاة والسلام ، ولم يكن من سنته ولا سنة أصحابه وطريقتهم أن يتلوا القرآن جميعاً بصوت واحد ، ليس هذا من سنتهم ، وليس هذا من فعله عليه الصلاة والسلام ، فالذين قالوا إنه بدعة هم مصيبون ؛ لأن هذا لا أصل له ، لكن ذكر العلماء أن هذا يعفى عنه مع الصبيان الصغار المتعلمين عن طريق التعليم حتى يستقيم لسانهم جميعاً .

وكذلك المتعلمون في المدارس إذا رأى الأستاذ أن يتكلموا جميعاً حتى يعتدل الصوت وحتى تستقيم التلاوة من الصبيان الصغار في باب التعلم فهذا نرجو ألا يكون فيه حرج ؛ لما فيه من العناية بالتعليم والحرص على استقامة الأصوات وحسن الأداء .

أما فيما بين الناس ؛ في التلاوة في المساجد ، أو في غير المساجد ، في الصباح أو في المساء أو أي مكان يتلون القرآن جميعاً فهذا لا نعلم له أصلاً .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) فنصيحتي ألا يفعل مثل ذلك" انتهى .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/347) .

ذكر دخول الخلاء يقال قبل الدخول وليس بعده


السؤال : هل نقول دعاء دخول الخلاء قبل الدخول أم بعد الدخول؟

الجواب :
الحمد لله

"السنة لمن أراد دخول الخلاء أن يأتي بالذكر المستحب قبل دخوله وليس بعد الدخول ، وقد دل على ذلك عدة أحاديث ، منها :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا أراد أن يدخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) رواه البخاري (142) .

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ [أي : تحضرها الشياطين] ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَدْخُلَ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ) رواه أحمد وأبو داود (6) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
فقوله : (أراد) صريح في مشروعية الذكر قبل الدخول وليس بعده .
ويدل على ذلك أيضاً : أن ذكر الله تعالى مكروه في مكان قضاء الحاجة ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (23308) .

وقد نص الفقهاء رحمهم الله تعالى على هذا .

قال الخطيب الشربيني رحمه الله :"ويقول ندباً عند إرادة دخوله ، أو عند وصوله إلى مكان قضاء حاجته بنحو صحراء ... الخ" انتهى ."مغني المحتاج" (1/159-160) .
وجاء في "منح الجليل" (1/99) من كتب المالكية :"وندب ذكرُ وِرْدٍ قبله أي دخول محل القضاء ، وهو : بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث الرجس النجس الشيطان الرجيم" انتهى .

وجاء في " الموسوعة الفقهية " (8/88) :"اتفق الفقهاء على مشروعية التسمية على سبيل الندب , وذلك قبل دخول الخلاء لقضاء الحاجة" انتهى .

وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/93) :"من آداب الإسلام أن يذكر الإنسان ربه حينما يريد أن يدخل بيت الخلاء أو الحمَّام ، بأن يقول قبل الدخول : (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) ، ولا يذكر الله بعد دخوله ، بل يسكت عن ذكره بمجرد الدخول" انتهى .

والله أعلم .

17 مايو 2009

حكم تحية غير المسلمين



هل يمكن لغير المسلم أن يحيّي بـ"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" الذي للمسلمين؟ وهل يمكن للمسلم أن يحيّي أو يردّ بنفس الطريقة على غير المسلم؟ فلقد شاهدت أناساً يعتقدون بهذا وبعكسه.

الفتــوى لفضيلة الشيخ فيصل مولوي :

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ..

1- نعم، يمكن لغير المسلم أن يحيّي بعبارة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولكنّه لا ينال الأجر الذي يناله المسلم باعتبار هذه التحيّة سنّة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وغير المسلم لا يعتقد ذلك.

2- نعم يجوز للمسلم أن يحيّي غير المسلم بلفظ السلام، روي هذا القول عن ابن عبّاس وابن مسعود أبي أمامة وابن محيريز وعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة والشعبي والأوزاعي والطبري، واختار هذا القول السيد رشيد رضا في تفسير المنار والشيخ الشنقيطي في أضواء البيان.

- ونحن نؤيّد هذا القول بناءً على الآيات الكريمة التي تأمر بالسلام بشكل مطلق ومنها:

- قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا أو تسلّموا على أهلها" ( النور:26)

- قوله تعالى: "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" ( القصص:25)

- قوله تعالى: ".. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً"

( الفرقان:63)

- قوله تعالى: "وقيله يا ربّ إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون، فاصفح عنهم وقل: سلام فسوف يعلمون" ( الزخرف : 88)

- قوله تعالى: "قال: سلام عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفياً"( مريم : 47)

- وكذلك الأحاديث الصحيحة التي تأمر بالسلام بشكل مطلق أيضاً أي تجاه جميع الناس:

(.. وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) متّفق عليه.

- (لمّا خلق الله آدم، قال اذهب فسلّم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيّتك وتحيّة ذريّتك. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله) متّفق عليه.

- (أفشوا السلام..) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وابن حبّان في صحيحه.

- أما الحديث الصحيح الذي اعتمد عليه جمهور العلماء حتى قالوا بكراهية التحية لغير المسلم بالسلام أو حرمتها فهو قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: (لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام..) رواه مسلم. فهو يتعلّق بحالة حرب كانت قائمة. يؤيّد ذلك روايات أخرى للحديث وهي صحيحة أيضاً: (إنا غادون على يهود، فلا تبدأوهم بالسلام) رواه أحمد والطبراني بسند رجاله رجال الصحيح. وكان هذا يوم غزو بني قريظة. وفي رواية ثانية لأحمد: (إني راكب غداً إلى يهود، فلا تبدأوهم بالسلام..) وهو صحيح كما جاء في الفتح الرباني. ونقل العسقلاني في فتح الباري رواية البخاري في الأدب المفرد والنسائي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: (إني راكب غداً إلى اليهود فلا تبدأوهم بالسلام).

هذا الرأي (وهو جواز إلقاء التحية على غير المسلم بلفظ السلام) والذي قال به جمهور كبير من العلماء داخل المذاهب وخارجها يتأكّد بالنسبة إليك لوجودك خارج ديار الإسلام في حالة سلم، وضمن ما يعتبر ميثاقاً مع البشر الذين تعيش معهم سواء كنت من أهل تلك البلاد أو مقيماً فيها. وذلك لأنّ مهمّتك في هذه الحالة الدعوة. وإنّ الابتداء بالتحيّة من أخلاق الدعاة .

3- أما إذا حيّاك غير المسلم بلفظ السلام، فإنّ الردّ عليه يصبح واجباً لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها) ( النساء :86) فندب إلى الفضل وأوجب العدل، والعدل في التحيّة تقتضي أن يردّ عليه نظير سلامه كما قال ابن القيّم (أحكام أهل الذمّة).

راجع في هذا الموضوع كتب التفسير للآيات المشار إليها وخاصة تفسير القرطبي – والمنار لرشيد رضا – وراجع كتب شرح الأحاديث وخاصة : فتح الباري بشرح صحيح البخاري وشرح النووي على صحيح مسلم والفتح الرباني على مسند الإمام أحمد، وأحكام أهل الذمّة لابن القيّم .

جزاكم الله كلّ خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ملاحظة, فيما يخص المرأة عليها التقيد باحكام النص الوارد في نفس هدا البلوق هل يجوز لي أن أسلم أو أرد السلام على امراة أجنبية عني . يعني من غير المحارم ؟.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

12 مايو 2009

حكم إلقاء ورد السلام على النساء


هل يجوز لي أن أسلم أو أرد السلام على امراة أجنبية عني . يعني من غير المحارم ؟.

الحمد لله

"أولاً :

أمر الله تعالى بإفشاء السلام ، وأوجب الرد على من سلَّم ، وجعل السلام من الأمور التي تشيع المحبة بين المؤمنين .

قال الله تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) النساء /86 .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ) . رواه مسلم ( 54 ) .

وفي جواب السؤال رقم (4596) نبذة مطولة عن أهمية السّلام وردّه ، فلينظر .

ثانياً :

الأمر بإفشاء السلام عامٌّ يشمل جميع المؤمنين ، فيشمل الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة ، والرجل مع محارمه من النساء . فكل واحد من هؤلاء مأمور بابتداء السلام ، ويجب على الآخر الرد .

إلا أن الرجل مع المرأة الأجنبية عنه لهما حكم خاص في ابتداء السلام ورده نظراً لما قد يترتب على ذلك من الفتنة في بعض الأحيان .

ثالثاً :

لا بأس أن يسلم الرجل من غير مصافحة على المرأة الأجنبية عنه إذا كانت عجوزاً ، أما السلام على المرأة الشابة الأجنبية فلا ينبغي إذا لم يؤمن من الفتنة ، وهذا هو الذي تدل عليه أقوال العلماء رحمهم الله .

سُئِلَ الإمام مَالِك هَلْ : يُسَلَّمُ عَلَى الْمَرْأَةِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا الْمُتَجَالَّةُ (وهي العجوز) فَلا أَكْرَهُ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الشَّابَّةُ فَلا أُحِبُّ ذَلِكَ .

وعلَّل الزرقاني في شرحه على الموطأ (4/358) عدم محبة مالك لذلك : بخوف الفتنة بسماع ردها للسلام .

وفي الآداب الشرعية (1/ 375) ذكر ابن مفلح أن ابن منصور قال للإمام أحمد : التسليم على النساء ؟ قال : إذا كانت عجوزاً فلا بأس به .

وقال صالح (ابن الإمام أحمد) : سألت أبي يُسَلَّمُ على المرأة ؟ قال : أما الكبيرة فلا بأس ، وأما الشابة فلا تستنطق . يعني لا يطلب منها أن تتكلم برد السلام .

وقال النووي في كتابه "الأذكار" (ص 407) :

"قال أصحابنا : والمرأة مع المرأة كالرجل مع الرجل ، وأما المرأة مع الرجل ، فإن كانت المرأة زوجته ، أو جاريته ، أو محرماً من محارمه فهي معه كالرجل ، فيستحب لكل واحد منهما ابتداء الآخر بالسلام ويجب على الآخر رد السلام عليه . وإن كانت أجنبية ، فإن كانت جميلة يخاف الافتتان بها لم يسلم الرجل عليها ، ولو سلم لم يجز لها رد الجواب ، ولم تسلم هي عليه ابتداء ، فإن سلمت لم تستحق جواباً فإن أجابها كره له .

وإن كانت عجوزاً لا يفتتن بها جاز أن تسلم على الرجل ، وعلى الرجل رد السلام عليها .

وإذا كانت النساء جمعاً فيسلم عليهن الرجل . أو كان الرجال جمعاً كثيراً فسلموا على المرأة الواحدة جاز إذا لم يُخَفْ عليه ولا عليهن ولا عليها أو عليهم فتنة .

روى أبو داود (5204) عن أَسْمَاء ابْنَة يَزِيدَ قالت : مَرَّ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا . صححه الألباني في صحيح أبي داود .

وروى البخاري (6248) عن سَهْلٍ بن سعد قَالَ : كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تُرْسِلُ إِلَى بُضَاعَةَ ( نَخْلٍ بِالْمَدِينَةِ ) فَتَأْخُذُ مِنْ أُصُولِ السِّلْقِ فَتَطْرَحُهُ فِي قِدْرٍ وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ ( أي تطحن ) فَإِذَا صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ انْصَرَفْنَا وَنُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَتُقَدِّمُهُ إِلَيْنَا" . انتهى كلام النووي .

وقال الحافظ في "الفتح" :

عن جواز سلام الرجال على النساء ، والنساء على الرجال، قال : الْمُرَاد بِجَوَازِهِ أَنْ يَكُون عِنْد أَمْن الْفِتْنَة .

ونَقَل عن الْحَلِيمِيّ أنه قال : كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعِصْمَةِ مَأْمُونًا مِنْ الْفِتْنَة , فَمَنْ وَثِقَ مِنْ نَفْسه بِالسَّلامَةِ فَلْيُسَلِّمْ وَإِلا فَالصَّمْت أَسْلَم .

ونَقَل عَنْ الْمُهَلَّب أنه قال : سَلَام الرِّجَال عَلَى النِّسَاء وَالنِّسَاء عَلَى الرِّجَال جَائِز إِذَا أُمِنَتْ الْفِتْنَة اهـ بتصرف .

والله تعالى أعلم .

انظر كتاب " أحكام العورة والنظر" إعداد / مساعد بن قاسم الفالح .

11 مايو 2009

قول : بسم الله قبل البدء في أي أمر ذي بال

من آثارها المجربة النافعة

الحفظ من الشيطان أن يأكل أو يبيت معه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء"

إتمام البركة

رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه (( كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بسم الله " وفي روايه بذكر الله " فهو أقطع " وفي رواية فهو أبتر " (( أبتر : أي ناقص البركة ))

الحفظ من الشيطان والتستر عنه حتى لايضُره :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول : بسم الله

أثر التجربة

لما نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيره قالوا له : احذر السُـمّ لاتسقيُ الأعاجم فقال ائتوني به ، فأخذه بيده قال بسم الله وشربه فلم يضُّـره شيئاً ..

فائدة مهمة هذا دليل فضل التسمية وبركتها ، وأنه ينبغي للمسلم تعويد لسانه عليها في كل أمر على أي حال ليبارك الله في أعماله ويحصنه من الشيطان ..

كتيب الحصن الواقي ..

لمؤلفه : د . عبد الله بن محمد السدحان .

وتقديمة فضيلة الشيخ العلامة :

هل يجوز مناقشة أمور الدين بين الفتيات والشباب على الشاتات العامه؟


الســؤال
أنا فتاة أدخل على الشاتات العامة لمناقشة موضوعات دينية أو تذكير الموجودين بصلاة أو بصيام وليس هناك أي مجال للتعارف أو الدخول في شئون خاصة، وفي بعض الأحيان لا يعرف الموجودون من الأصل إن كنت فتاة أو شابا أو بمعنى أصح أحاول بقدر الإمكان دون كذب أن أخفي أني فتاة، وبالفعل أتمكن من هداية البعض أو جعل الموجودين يدعون التفاهات ويلجأون إلى الذكر والأمور الدينية
ومعرفة بعض الأمور التي تستميل القلب أو أن يتركوا الشات ويذهبوا إلى الصلاة والذكر مع الله.
أنا لم أذكر أي شيء عن شخصيتي، وأدخل باسم مستعار.
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الجـــواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jojo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذه النية التي لديك في حث الناس على الخير ودلالتهم على طاعة الله هي بحمد الله تعالى نية صالحة ومقصد شريف، وأنتِ بمجرد هذه النية مأجورة مثابة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه، وقال تعالى: { والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليمًا حليمًا }، وأيضًا فإن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الطاعات وأجل القرب ومن يسعى في هذا المسعى فهو إنما يرتقي لأعلى الدرجات حتى قال جل جلاله: { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعملاً صالحًا وقال إنني من المسلمين } أي لا أحد أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وحرص على العمل الصالح واستقام على ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: ( من دل على خير فله مثل أجر من عمل به ) أخرجه البخاري في صحيحه.

والمقصود أن سعيك في الدعوة إلى الله هو أمر مطلوب أشد الطلب غير أن هنالك فرصة لكي تتجنبي الوقوع في أي إشكال أو أي ضرر في هذا الأمر، فإنك قادرة على أن تقتصري على الدعوة في المحيط النسائي الذي يفتقر بشدة إلى الداعيات المصلحات، ولكِ أن تقيسي كثرة الدعاة إلى الله تعالى الذي يغطون الجانب الذي يختص بالرجال، ومع قلة الداعيات إلى الله تعالى في الجانب النسائي.

فالأولى إذن أن تقصري مشاركاتك على الجانب النسائي، فإن هذا هو الأسلم دينًا ودنيا، وهو أيضًا الأسلم عاقبة؛ فإن الفتنة بهذا الأمر كثيرة منتشرة والعاقل من اعتبر بغيره، وليس في هذا تحجيرٌ أو تضيقٌ، وإنما أخذ بأحزم الأمرين وأسلم المسلكين، خاصة وأنك عارفة بمدى الخطورة التي تقع في هذا الأمر، فإنك وإن كنت صاحبة نية سليمة إلا أن كثيرًا من غيرك قد لا يكون له هذه النية، فالصواب إذن أن تجعلي اختصاصك بالحقل النسائي وأن تبذلي جهدك في الدعوة في هذا المجال، لا سيما إذا كنت ملمة بأمس ما تحتاجه أخواتك المسلمات سواء كان ذلك في الجانب العقدي أو غيره من الأمور الدينية، بل ربما فتح الله عليك لتتطرقي أيضًا إلى الجانب الاجتماعي في الدعوة إلى الله تعالى، فخذي بالأحوط والأسلم، فإن بالتقوى وترك الشبهات هو الأولى، وهو الذي يعمل به من نوَّر الله قلبه وبصيرته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

الحديث مع الشباب في الإنترنت لنصحهم


الســؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا مستخدمة للإنترنت ، ودخلت إلى الشات في إحدى المرات ، ووجدت بعض الشباب يغوصون في الرذيلة بالألفاظ ، فخرجت منه ، لكنني قررت أن أدخله لأحاول تذكير من أستطيع إقناعه منهم ، وفعلاً كانت لي حوارات مثمرة ، لكنني أحاول الحديث معهم بأسلوب مرن أحياناً ، حتى أبدأ معهم الحديث دون أن أقع في الخطأ ، أشعر بالخوف من أن يكون ما أفعل خطأً فما رأيكم ؟ مع العلم أني أحاول أن اذكرهم دائماً ، أرجو توضيح هذا الأمر لي ، وجزيتم خيراً .

الجـــواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة الأستاذة / أمجاد حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بأختنا أمجاد التي دائماً وأبداً ما تتحف الموقع برسائلها المباركة والمفيدة ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، ويسعدنا تلقي رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله تعالى أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك.

وبخصوص ما ورد برسالتك ، فنحن بدايةً سعداء بإسهاماتك الطيبة في الدعوة إلى الله ، ونصح الشباب المسلم، إذ أن الدعوة ليست حكراً على الرجال دون النساء ، بل لقد ساهمت المرأة منذ صدر الإسلام في الدعوة إلى الله والبذل والتضحية في سبيلها ، ويكفي النساء فخراً وشرفاً أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة صحابية مباركة هي سمية بنت الخياط رضي الله عنها وعن زوجها وولدها ، إلا أن الشرع يقوم على قواعد عامة ، منها : أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأن الغاية لا تبرر الوسيلة ، ومن منطلق مثل هذه القواعد يتقرر الجواب كالتالي :

1- لا مانع من الدخول إلى الشات وممارسة الدعوة ولكن بين النساء والفتيات ؛ حيث أنهن في أمس الحاجة إلى داعية مخلصة مثلك ، فاقصدي نشاطك على الشات بين أخواتك فقط كما ذكرت ، فهذا أبعد عن الشبهة ، وأكثر تحقيقاً للفائدة ، وسداً لثغرة هامة في حياة الأمة ، ألا وهي المرأة المسلمة التي يكيد لها أعداء الإسلام صباحاً ومساء ، فاستعيني بالله ، واحملي سلاحك ، وادخلي المعركة متوكلةً على الله وحده واسأليه التوفيق .



2- إن مخاطبة الرجال لا تخلو من مخاطر ومحاذير ، فقد يكون سبباً في ميل قلبك إلى شخص لا تعرفيه ، أو ميل قلبه إليك مما يؤدي إلى التعلق ، ومن ثم الحب ، وقد يؤدي ذلك إلى فساد عظيم ، وقد يؤدي هذا التعلق إلى إفساد حياة أي طرف مع زوجته وأولاده ، وهذا كثير ومجرب ، لذا أفتى العلماء بحرمة التحاور والتحدث مع الشباب للنساء عبر الإنترنت ، لذا أنصحك بالاكتفاء بالدردشة والدعوة بين النساء فقط ، مع تمنياتنا لك بالسداد والتوفيق.

10 مايو 2009

بعض الأحوال التي تجوز فيها الغيبة


ما هي المواضع التي يحل فيها الكلام عن أخي المسلم في غيابه ولا تعتبر غيبة ؟
الحمد لله
"الغيبة هي : ذكر المسلم أخاه بما يكره ، من المثالب والمعايب ونحوهما .
ولكن هناك مواضع ذكرها العلماء يتكلم فيها المسلم عن أخيه بناء على المصلحة ، وهذه المواضع

منها : طلب الإنصاف من الظالم ، فيقول للقاضي أو الحاكم مثلاً : ظلمني فلان بكذا .

ومنها : طلب الفتوى ، فيقول المستفتي للمفتي : فعل فلان بي كذا ، فهل هذا حق له أم لا ؟
ومنها : تحذير المسلمين من أهل الشر والريب ؛ كجرح المجروحين من الرواة والشهود .
ومنها : الاستشارة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو مجاوراته .
ومنها : ذكر المجاهر بالفسق بما يجاهر به .
ومنها : التعريف بالشخص إذا لم يقصد التنقص بأن يكون معروفاً بلقب ؛ كالأعمش والأعرج والأصم ونحوها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/10) .

9 مايو 2009

إذا أجبر الإنسان على التأمين الصحي


السؤال
شاب ابتعث لدراسة إحدى العلوم العسكرية في دولة أوروبية ولم تكن له نية صالحة في ذلك وإنما قصد المنصب فقط فسافر وهو يعلم يقينا أنه سيجبر على التأمين الصحي وتأخير وترك الجماعة، السؤال: هل هذا الشاب أثم بسفره هذا وهل يعد مرابيا لتعامله بالتأمين، علما بأنه لم يقصد وجه الله بسفره هذا وإنما قصده دنيوي؟
الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسفر إلى بلاد الكفار فيه تفصيل، فإن كان المسافر المبتعث لطلب العلم يأمن على نفسه من الفتن والشبهات ويستطيع أن يقيم شعائر دينه، وكان هذا العلم الذي يطلبه لا يتوفر في بلاد المسلمين فلا حرج في ذلك وإلا لم يجز.. وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 76312، والفتوى رقم: 51334.

وإذا أجبر الإنسان على التأمين الصحي ونحوه من أنواع التأمين التجاري فلا حرج عليه إن شاء الله، وإنما الإثم على من دخل فيه طوعاً وعلى من أجبر غيره عليه، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 34776، والفتوى رقم: 25925.

وأما ترك صلاة الجماعة فإن كان لعذر شرعي فيجوز مثل أن يخشى فوات تحصيل العلم الذي سافر لأجله، أو أن يتحقق من لحوق أذى معتبر في نفسه أو ماله، أو أن يكون المسجد بعيداً عنه فيجوز، وإذا وجد المبتعث مسلمين آخرين معه وأمكنهم إقامة جماعة لزمهم ذلك على الراجح...

وأما عن تأخير الصلاة فإن كان المقصود إخراج الصلاة عن وقتها بالكلية فلا يجوز بحال، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 77595، 115088، 65804.

والله أعلم.

5 مايو 2009

إذا أجنب من يبيت عند صديقه فهل له أن يصلي بلا غسل


السؤال:
قال لي أخي أنه قرأ أن الرجل إذا بات عند صديق له فأصبح جنبا نتيجة للاحتلام ، يستحب له أن يصلي (أو أن يتظاهر بأنه يصلي) دون أن يغتسل للجنابة حتي يغادر بيت صديقه هذا حتى لا يشك صديقه أنه يغتسل لأنه زنى بامرأته. فهل هذا صحيح؟
ملحوظة: أظن أن أخي قد قرأ هذا الكلام في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نعلم أن أحداَ من أهل العلم، يُجوّز الصلاة بغير طهارة مع القدرة عليه، بل تعمد الصلاة بغير طهارةٍ من الكبائر، قال النووي في شرح المهذب: إن كان عالما بالحدث وتحريم الصلاة مع الحدث فقد ارتكب معصيةً عظيمةً، ولا يكفر عندنا بذلك، إلا أن يستحله، وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. دليلنا: أنه معصية فأشبهت الزنا وأشباهه. انتهى .

ولعل ما يقصده صاحبك هو ما قاله بعض أهل العلم بجواز ترك الغسل للجنابة، والإتيان ببدله وهو التيمم فيما إذا خشيَ من أصابته الجنابة من أن يُتهم في عرضه، ويُرمى بما هو برئٌ منه.

قال شيخ الإسلام في مختصر الفتاوى المصرية: ومن خاف إن اغتسل أن يُرمى بما هو برئ منه، ويتضرر به جاز له التيمم والصلاة والقراءة ومس المصحف. انتهى.

وقال صاحب فقه السنة في الأعذار المبيحة للتيمم: وكذلك إن خشي أن يُرمى بما هو برئ منه ويتضرر به، جاز التيمم. انتهى، ثم مثل المعلق على الكتاب بذلك بقوله: كالصديق يبيت عند صديقه المتزوج فيصبح جنباً. انتهى

ولكن لا بُد من تقييد هذا القول بوجود غلبة الظن لدى هذا الشخص أنه يُرمى بالفاحشة، وتُلصق به هذه التهمة، وأما مجرد الوهم فلا يُبيح ذلك، وكذا لا بُد من تقييده بالعجز عن الاغتسال بغير علم من يُخشى أن يتهمه بذلك، ولو بأن يخرجَ إلى المسجد فيغتسل.

وأما أن يترك الاغتسال ويعدل إلى التيمم حياءً وخجلا، فهذا لا يجوزُ البتة، فإن الله تعالى أحق أن يُستحيى منه من الناس. وانظر الفتوى رقم: 29733 ورقم: 77631 .

وأما التظاهرُ بالصلاة وأداؤها من غير غسل ولا تيمم حيث ساغ التيمم ، فلا يجوز بحال إلا إذا فقد الماء والتراب أو عجز عنهما.

والله أعلم.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by ....