السؤال : ما حكم الدعاء بصورة جماعية بعد قراءة القرآن مباشرة ، يدعو شخص والباقون يؤمنون على دعائه ، وهكذا في كل درس بدون انقطاع وعند تذكيرهم ، وعند مطالبتهم بالدليل استدلوا بقوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر/60 .


الجواب :
الحمد لله
"الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف وألا يعبد الله إلا بما شرع ، وكذلك إطلاقها أو توقيتها وبيان كيفياتها وتحديد عددها فيما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية أو وقت أو عدد بل نعبده به مطلقا كما ورد . وما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو عدد أو تحديد مكان له أو كيفية ، عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا الدعاء الجماعي عقب الصلوات ، أو قراءة القرآن مباشرة ، أو عقب كل درس ، سواء كان ذلك بدعاء الإمام وتأمين المأمومين على دعائه ، أم كان بدعائهم كلهم جماعة ولم يعرف ذلك أيضا عن الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم ، فمن التزم بالدعاء الجماعي عقب الصلوات ، أو بعد كل قراءة للقرآن ، أو بعد كل درس فقد ابتدع في الدين وأحدث فيه ما ليس منه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ).
وأما استدلال من ذكرتهم بقوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر/60، فلا حجة لهم في ذلك ، لأنه استدلال بنص مطلق ليس فيه تعيين بالكيفية التي التزمها من سألت عن دعائهم ، والمطلق ينبغي أن يراعى في العمل به إطلاقه دون التزام بحالة خاصة ، ولو كان التزام كيفية معينة مشروعا لحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده ، وقد تقدم أنه لم يثبت ذلك عنه ، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ، والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه الراشدين رضي الله عنهم ، والشر كل الشر في مخالفة هديهم واتباع المحدثات التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى
اللجنة الدائمة للإفتاء للبحوث العلمية والإفتاء .
"مجلة البحوث الإسلامية" (21/51) .

الإسلام سؤال وجواب

3 commentaires

أنيس يقول... @ 2 نوفمبر 2008 في 6:33 م

http://www.islamqa.com/ar/ref/106523

أنيس يقول... @ 2 نوفمبر 2008 في 6:33 م

السؤال

هل الدعاء بالشكل الجماعي لا يجوز وأنه بدعة؟
الفتوى

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن الاجتماع للدعاء والذكر وقراءة القرآن والنوافل المطلقة ونحو ذلك ، لا حرج فيه إذا لم يتخذ عادة وسنة راتبة في أوقات محددة.
وقد سئل الإمام أحمد: هل يكره أن يجتمع القوم يدعون الله ويرفعون أيديهم؟ قال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد ، إلا أن يكثروا.
وقال إسحاق بن راهويه مثل ذلك.
أما إذا اتخذ ذلك عادة وسنة راتبة تفعل في أوقات محددة ، فإنه يصير بذلك بدعة محدثة يجب تركها ، والابتعاد عن فعلها ، ولمزيد من التفصيل في هذا الباب انظر اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ج1/ص:305
ومجموع الفتاوى ج23/ص: 132 ، كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=10006

أنيس يقول... @ 2 نوفمبر 2008 في 6:35 م

السؤال

هل قراءة المأثورات جماعة بدعة؟ وشكراً
الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن الذكر جماعة ورد فيه أقوال للفقهاء، منها قول عطاء بن أبي رباح رحمه الله: ( مجالس ‏الذكر هي مجالس الحلال والحرام، أي مجالس العلم.) فذكر عطاء أخص أنواع الذكر، ‏وهي من جملة مجالس الذكر، وليس الذكر محصوراً بها.‏
ونقل عن مالك أنه كره الاجتماع للذكر. ونقل ابن منصور عن أحمد قوله: (ما أكرهه إذا ‏اجتمعوا على غير وَعْدٍ إلا أن يُكثروا )، قال ابن منصور: يعني: يتخذوه عادة، ولذلك ‏قال ابن عقيل: ( أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد في ليال يسمونها ‏إحياءً.) ‏
وقال ابن تيمية: ( الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن إذا لم يتخذ سنة راتبة، ‏ولا اقترن به منكر من بدعة.)‏
‏ والاجتماع على القراءة والذكر بصوت واحد عده الشاطبي مثالاً على الابتداع في هيئات العبادات ‏وكيفياتها، قال رحمه الله: (ومنها- أي البدعة الإضافية - التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر ‏بهيئة الاجتماع على صوت واحد… ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ).
وقال النووي: يستحب الجلوس في حلق الذكر، ‏وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث معاوية بن أبي سفيان ‏رضي الله عنه، أنه قال: إنه صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: " ‏ما أجلسكم"؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به ‏علينا….إلى أن قال: " أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".‏
وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ‏أنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، ‏وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده…" ففي هذا الحديث ‏ترغيب من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الاجتماع على الذكر.‏
والمأثورات كتاب يحوي ذكراً وأدعية مأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض ‏الأحاديث الضعيفة، فالاجتماع لا بأس به إذا لم يتخذ الاجتماع لقراءة ما صح منها عادة ولم يحدد لها ‏وقت ثابت لا يتغير، وإذا لم يقترن بذلك منكر أوبدعة ، كالذكر الجماعي بصوت ‏واحد، فإنه لم ينقل عن أحد من سلف الأمة، ولعل من أطلق كراهة الاجتماع للذكر أراد ‏به سد ذريعة الذكر الجماعي الذي اشتهر به الصوفية فيما بعد.‏
والله أعلم.‏
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=8381

إرسال تعليق