18 نوفمبر 2008

أسباب الرزق؟؟؟؟


  • أول هذه الأسباب :
الاستغفار والتوبة

قال تعالى :فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)[ سورة نوح]

  • السبب الثاني

التوكل على الله

قال تعالى : وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً[ سورة الطلاق : الآية 3]
روى الإمام مالك والترمذي بسند صحيح عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
((لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا)) .

  • السبب الثالث :
صلة الرحم

لك أقارب ، لك أخوات ، لك بنات ، لك عمات ، لك خالات في أطراف المدينة
أنت حينما تصلهم ، وتعطيهم ، وتأخذ بيدهم ، وتتولى شؤونهم ، وترعاهم
وتهديهم إلى الله عز وجل يزداد رزقك
فعن أَنَس بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) .
[ البخاري ، مسلم ، أبو داود ، أحمد ]

  • السبب الرابع :
من أسباب الرزق الإنفاق في سبيل الله

قال تعالى : وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [ سورة سبأ : الآية 39]
وفي الحديث : (( أنفق يا بلال ، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا )) .
[الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة ، والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة]

  • السبب الخامس :
التوبة

قال تعالى:وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
[ سورة هود : الآية 3]

  • السبب السادس
الدعاء

يقول عليه الصلاة و السلام: (( اللهم إني أعوذ بك من البخل والفقر، وعذاب القبر)).
وعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفَقْرِ ، وَالْقِلَّةِ ، وَالذِّلَّةِ ، وَأَنْ تَظْلِمَ ، أَوْ تُظْلَمَ)).
[النسائي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ]

  • السبب السابع :
تقوى الله عز وجل

قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[ سورة الأعراف : الآية 96]

  • السبب الثامن
ذكر الله تعالى

قال تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى
[ سورة طه : الآية 124]

  • السبب التاسع من أغرب الأسباب
النفقة على طالب العلم تزيد في الرزق:

على طالب العلم بالذات ، هذا الذي جاء بلدكم ليطلب العلم ليعود خطيباً ، ليعود داعية ، ليعود مدير معهد شرعي ، ليعود مفتياً ، هذا جاءكم إكرامه ، والإنفاق عليه ، وإشعاره أنه في بلده ، وبين أهله يزيد الرزق ، والدليل ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (( كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ ، فَشَكَا الْمُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ((لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ)) [ الترمذي ]
دليل قطعي ، إما أن تكون داعية ، أو أن تكون في خدمة داعية ، في خدمة طالب علم أتى إلى هذا البلد الطيب ، ونرجو الله أن يستمر بقاؤهم في هذا البلد إلى ما شاء الله .

  • السبب العاشر
شكر الله عز وجل

الجميع أنعم الله عليه بنعم لا تعد ولا تحصى ، أكبرها الصحة والأولاد وراحة البال ألخ ، إن شكرت نعماً بين يديك حفظ الله لك هذه النعم ، وزادك من فضله , قال تعالى : لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [ سورة إبراهيم : الآية 7]

وختاماً

روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع :إن روح الأمين نفثت في رُوعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله عباد الله ، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسمها حراماً ، فمن اتقى الله ، وصبر آتاه الله برزقه من حله ، ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله ، قص به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة.
[الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حذيفة]
أوضح لكم ذلك : بستان فيه تفاح ، لو قلنا : الشجرة السابعة ، الغصن الرابع ، الفرع الخامس فيه تفاحة ، هذه لفلان ، فلان مخير ، إما أن يأكلها ضيافة ، وإما أن يأكلها هدية ، وإما أن يأكلها شراء ، وإما أن يأكلها تسولاً ، وإما أن يأكلها سرقة ، طريقة وصول الرزق إليك باختيارك ، أما الرزق فهو لك ، لذلك اصبر عن الحرام يأتِك الحلال ، أعيد الحديث : ((إن روح الأمين نفثت في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله عباد الله وأجملوا في الطلب)) . أيها الإخوة الكرام : هذا حديث دقيق جداً .
الآن : يستحب الإجمال في طلب الرزق ، واكتساب المعيشة ، ما معنى الإجمال ؟ أن تهتم بطلب الحلال دون الحرام ، لو جاءك رزق وفير فيه شبهة حرم اركله برجلك ، ولا تعبأ، وقل : الله الغني .
عدم الإضرار بالنفس بتعريضها للمشاق والصعوبات الهائلة في طلب الرزق ، الإنسان يتوهم رزقه في الممنوعات ، يغامر بحياته ، يغامر بمصادرة أمواله كلها ، يغامر أن يكون في السجن ، ما كلفك الله فوق ما تطيق ، من الإجمال في طلب الرزق عدم الإضرار بالنفس ، وعدم تعريضها للمشاق والصعوبات الهائلة في طلب الرزق .
ومن الإجمال في طلب الرزق : عدم ترك ما أراد الله من الإنسان من واجبات ، أو مندوبات ، أو عبادات ، أو أعمال دينية ، أو طلب علم .

أقول لكم هذه الكلمة : من كانت مهنته أو حرفته مشروعة ، وسلك بها الطرق المشروعة ، وابتغى بها كفاية نفسه وأهله ، وخدمة المسلمين ، ولم تشغله عن واجب ، ولا عن فريضة ، ولا عن عمل علمي ، ولا عن عمل خيري انقلبت إلى عبادة ، لذلك قالوا : عادات المؤمن عبادات ، وعبادات المنافق سيئات

7 commentaires:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا !!

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا !!
alahomma akremna wa la tahinna
amin

غير معرف يقول...

صلة الرحم++
كل الاسباب مهمة لكن اسمحوا لي ان اسوق لكم قصة واقعية حدثت في ايامنا هذه في تونس:
أحمد و عائلته.. جزء 1

هذه القصة حدثت لأحمد و هو تلميذ في الباكالوريا (أي الثانوية العامة), رأيت أنه من المفيد أن أنشرها لكم اليوم.. أسأل الله لها القبول..

حلم أحمد أن يشتري جهاز كمبيوتر..
اشترت له أمه كمبيوتر و سلّمته "كمبيالات" الشراء (شراء بالتقسيط).. و قالت له: "يا بني.. أنت تعرف أني لا أقدر ماديا في ظروفنا الحالية أن أسدّد المبلغ كاملا.. و لا حتى بالتقسيط فالأقساط أكبر من الجراية التي أستلمها كل شهر.. لكن رغم هذا لم أرد أن أحرمك يا بني من حلمك.. و ما شجعني أنك أخبرتني أنك تستطيع أن تفعل كما فعل أصدقاؤك.. بأن تعمل به نسخ و طباعة للتلاميذ و الطلبة و تدخّل به "زوز صوردي" (أي قرشين بالمصري).. و تساعدني على تسديد المبلغ الشهري"
ابتهج أحمد و ابتسم.. قبل التحدي.. و قرر أن يستثمر الكمبيوتر و يحوله الى تجارة رابحة تدر عليهم المال.. ليس لتسديد الأقساط فحسب.. بل ليوفر مبلغا يرسل به أمه الى الحج.. و هذا أيضا من أحلامه التي لطالما خطّط لها..
..
و فعلا.. تم الأمر.. و اشترى الجهاز.. و تعلم بسرعة النسخ و التصميم و الرقن السريع على الوورد..
و بدأ يخطط الآن لمشروعه..
وضع و رقة و قلم و كتب: مشروعي: النسخ و الرقن و الطباعة على الكمبيوتر و الآلة الطابعة للتلاميذ و الطلبة.
هدف المشروع: تسديد ثمن الكمبيوتر و برّ أمي (بالحج و أشياء أخرى لو بقي من المبلغ شيئا)
كلفة المشروع و المرابيح, طرق الترويج, التوفيق بين المشروع و الدراسة, أهداف على المدى الطويل…الخ
أصبح هاجسه الأول هذا الكمبيوتر.. حتى أن أحلامه كلها بدأت تتغير و تنضج.. و بدأ يفكر كأنه صاحب شركة عالمية ذات فروع في كل أنحاء العالم… تنفق مرابيحها في تحرير و اعمار فلسطين و العراق و وصلت أحلامه الى ما قاله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بأن "يشتري قمحا و ينشره على الجبال حتّى يأكل الطير من خير المسلمين".
و بحسن توكله على الله و يقينه و حسن ظنه به سبحانه.. لم يشكّ لحظة في تحقيق أمانيه..
و من هذه الأحلام.. رجع الى واقعه..
الآن أمامه الكمبيوتر الصغير و أحلامه الكبيرة.. كيف يبدأ خطاه ليصل من هذا الى ذاك؟ ما هي الخطوة الأولى؟
فكّر ثم فكّر ثم فكّر..
هل يبدأ بالترويج؟
هل يخبر أصحابه؟
أم يبدأ بالاتصال بمسؤول المعهد؟
هل يتصل بصديق العائلة ذاك الذي عنده خبرة في هذا المجال؟
هل يحدّد أسعاره؟
هل يطبع معلّقات يلصقها على جدران المدارس؟

إلى أن ألهمه الله فكرة جنّتيّة..
وضع يوما سيدي.. اسمه "جامع السنة" أو "جامع الصحاح" (نسيت)..و فتح بحثا جديد ..و كتب كلمة "رزق".. و انتظر بفارغ الصبر النتيجة.. كان يريد أن يرى "الأسباب النبوية لسعة الرزق".. لأنه مقتنع أن الرزق ليس مجرد حسابات تجارية بسيطة.. لأنه لو كان الأمر كذلك لأصبح كل الناس أثرياء.. أو لكان الثراء على قدر الذكاء.. لكن أمر الرزق هذا يبدو أنه معقد جدا.. معقد لدرجة أن علماء الاقتصاد بمختلف نظرياتهم حاروا في الالمام به..
فقرّر أن يذهب الى "منتهى العلم" أي الى السّنّه.. ليرى هدي الرسول صلى الله عليه و سلم في "سعة الرزق و الأسباب المؤدية لها"..
و كلّلت عملية البحث بنجاح..
الأحاديث كثيرة ما شاء الله..
اختار أولها..
و أوّل ما قرأه أصابه ذهول..

غير معرف يقول...

أحمد و العائلة – الجزء 2
الحديث الذي وجده أحمد و غير حياته, بل غير حياة العائلة كلها.. و ربما عائلتنا الآن ستتغير معالمها.. هو قوله صلى الله عليه و سلّم: { من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه}
ذهل أحمد, ما علاقة صلة الرحم بالرزق؟؟ و فكّر أن الحديث ربما يتوجه الى من يبرر مثلا تقصيره في زيارة أرحامه و السؤال عنهم أو قطعه للرحم مع أبناء عمه من أجل الميراث .. بحرصه على الرزق.. و هذا عين الحمق..لأن الرسول صلى الله عليه و سلم يرد على هؤلاء و غيرهم بأن الرزق و بركته و سعته تكمن في وصلك رحمك فكيف تفعل العكس؟
ثم لم يكتف بهذا التفسير.. و لا غيره من التفاسير التي قرأها.. بل عاد إلى إيمانه الفطري.. إلى التسليم البريء و المطلق لأوامر الرسول صلى الله عليه و سلم.. فقرّر أن يجعل صلة الرحم تماما كالتسويق و الدعاية و اشتراء المعدات و ضبط الأسعار: أي خطوة من الخطوات التي سيتبعها للاسترزاق.. بل أنه جعلها خطوته الأولى.. لما؟ لأنها أكثر خطوة يثبت بها لربه ايمانه بالغيب.. انه سيري من خلالها لربه أنه يؤمن بأشياء غير محسوسة و لا ملموسة.. فقط لأنها جائت على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم.. (و هذا عين التفويض و التسليم و الايمان المجرد من الفلسفات و اللسانيات)..
توكل على الله..
استخار..
نام مطمئنا و سعيدا..
استيقظ (سبحان الله كما ستفعل زوجته بعد سنوات طويلة) و هو منشرح و صدره يفيض بالأفكار..
الفكرة التي اختارها.. هي أن يستغل "ما رزقه الله: الكمبيوتر و الآلة الطابعة""و ما علّمه الله: التصميم و الطباعة" لتكون وسيلته لصلة رحمه..
كيف ذلك يا أحمد؟ ببساطة شديدة.. قرر أن يعدّ هديّة يستعمل فيها كل ما منّ الله به عليه.. تنبع من صلب "عمل المستقبل".. لأنه أراد "لطموحاته المهنية" أن تنبع من "التوجيهات النبوية".. و ليس العكس.. أراد أن يجعل عمله عبادة.. و عبادته عملا..
الفكرة باختصار: صمّم شهادة "القريب المثالي" المشخّصة باسم كلّ قريب له.. مثلا لخاله كتب "جائزة القريب المثالي لخالي فلان بن فلتان" و تحتها جملة يفسر فيها الاختيار "لوقوفه مع المهمومين في أزماتهم و تفريج كربهم" ثم "شهادة أخرى لعمّته مثلا "جائزة القريبة المثالية لفلانة لكرمها و تواضعها و حسن معاملتها للأطفال"..الخ و هكذا دواليك.. صمّم شهادات تشبه في شكلها "الدبلومات" بألوان أنيقة و متناسقة.. و اختار من كل قريب "الصّفات" التي فيه و تجاوز عن العيوب أو المشاكل ان كانت هناك..
و بدأ يتوسّع.. اخوته, أعمامه, أخواله, أبناؤهم, بناتهم.. ثم اختار من يعرف من بقية العائلة الكبرى..
ثم سأل أمه عمن لا يعرف.. فأخبرته بحكاياتهم: هذا سافر, هذا مات, هذه مريضة مرض مزمن, هذا لا يكلمهم من أجل الميراث, هذا أصبح له منصب.. فأصبح يترفع عنهم..الخ.
بكى أحمد.. اكتشف أنه "قاطع رحم" بدون أن يدري.. رغم أنفه..
طلب من أمه و من جدته أن تعطياه أسماء كل هؤلاء و بعض صفاتهم..
أحيانا تقلن عن أحدهم "هذا ظالم متغطرس لم نر منه الا الشّرّ" فيجيب بسرعة "لا, أريد ميزة فيه.. " فتقلن له أنه لا ميزة فيه.. فيصر اصرار الطفل العنيد الى أن تظطر احداهما و لو لإسكاته أن تقول له مثلا "كان وسيما" أو "كان يبتز غيره ليطعم اطفاله" فيكتب أحمد "لحبّه لأبنائه و حنّه و عطفه عليهم".. و هكذا دواليك..
عمل قائمة بأشخاص لا يعرف حتى عناوينهم ..
لم يكن يهتم بالعناوين و لا حتى بإرسال الدبلوم اليهم.. فقد كان سعيدا لاكتشافهم من ناحية و من ناحية أخرى اعتبر هذه فرصة ساقها الله اليه.. و كان يعتبر نفسه "شغّال" عند ربّه: يكتفي الآن بمهمة جمع المعلومات و اعداد الدبلومات.. هذا في حد ذاته سيحقق له هدفه بإذن الله و هو توسعة الرزق..
على ذكر الهدف.. من غير أن يشعر.. أحس أحمد أن فيه شيئا تغيّر.. أحسّ أن هدفه يتغير ببطئ.. أصبح هدفه أكبر من سعة الرزق.. و كأن سعة الرزق أصبحت تحصيل حاصل.. نتيجة حتمية لاتباع الهدي النبوي و الامتثال لأوامر الله.. لكن الهدف أصبح شيئا فشيئا: مرضاة الله.. و حبّه..و التقرب اليه بهذه الأشياء البسيطة.. فأصبح يحتسب كل الأوقات التي يمضيها مع أمه أو أمام الكمبيوتر.. كلها في سبيل الله باذن الله.. و ربما هذا من بركة نيته الأولى.. بأن جعل الله حتى النية تتغير الى الأفضل.. طلب القليل بصدق.. فمنّ الله عليه بالكثير..
لا اله الا الله..
بل حتى طريقة التصميم بعد مراحل عديدة من الابتكار و التغيير المستمر و الصقل أصبحت ناضجة و مكتملة أكثر.. اذ أنه رسم شجرة العائلة (بالأسماء و بلا صور لأن تعليق الصور سيمنع دخول الملائكة لو علقوها على الحائط)
رسم شجرة العائلة و كبّر اسم القريب المعني بالدبلوم و وضع له لونا خاصا..
كان و هو يعد الشجرة و الدبلوم لكل العائلة.. فردا فردا.. يستشعر الأحاديث النبوية مثل"تهادّوا تحابّوا" أو أحاديث صلة الرحم التي تعرفونها.. و كيف أن الله اشتق لها اسما من اسمه "الرحمان" و " الرحيم" .. أحس بتعظيم شعائر الله و هو يسخر كل هذا الوقت لصلة الرحم "بطريقته"..
أحس كأن حبّ الله يزداد في قلبه مع كل ثانية يمضيها في هذا الموضوع.. أحس أنه عثر أخيرا على طريق يؤدي مباشرة الى مرضاة الله.. أحسّ بأن القصة كلها توفيق من الله سبحانه.. حمد الله كثيرا و هو يحرك الماوس.. كان يرى في حركات الماوس على التّابي حركة في سبيل الله.. كان يرى في عرقه الصيفي و هو ساهر أمام الكمبيوتر.. عرقا في سبيل الله.. و يوم أصيب بصعقة كهربائية من الكمبيوتر احتسب و اعتبرها من "مضاعفات الأجر" و ربما كانت دليل قبول من الله..
المهم أنه أتم الدبلومات و الشجرة العائلية و طبع منهم نسخ على عدد أفراد العائلة.. و استغرب أن كمية الحبر كفته ليخرج 800 ورقة في حين أن المصنع يقول أنها لا تكفي الا ل200 ورقة رغم أنه استعمل ألوانا كثيرة.. و اعتبر أن هذه من أول بوادر صلة الرحم و تأثيرها على الرزق..
و طبع ما طبع و هو في حالة من الايمان و الخشوع و التذلّل و السكينة و الإطمئنان..
و قبل أن يتم الطباعة يدخل عليه صديق ليخبره أن هناك زبون في الطريق... رجلا يريد أطروحة دكتوراه له..
سجد سجدة شكر على سرعة الاستجابة و بركة صلة الرحم.. رغم أنه مازال لم يفرّق و لو ورقة واحدة منالدبلومات على العائلة..
و احتفل بأول "طلبية" بطريقته الخاصة: قيام ليلة و صيام نهارها..
و سعد الرجل للجدية التي التمسها عند أحمد رغم صغر سنه.. فقال له " أنا أستاذ جامعي.. سأطلب من كل الطلبة الذين أدرسهم في قسم التخرج أن يطبعوا عندك كتب التخرج .. المهم أن تحافظ على هذا المستوى من الجدية.."
...
...
...
القصة حدثت في تونس..
و الآن أحمد صاحب شركة من كبريات الشركات في مجالها..
و كل ما تحقق شركته أرباحا.. يتصل بأقاربه.. لكن يتصل اتصال شكر لا اتصال استرزاق.. ليري الله أنه لا يزال على عهده.. و أنّ السبب في كل الخير الذي هو عليه: توفيق الله له بامتثاله لأوامر الله سبحانه و نبيه صلى الله عليه و سلم..
كان يتصل بهم قبل النجاح و الآن يتصل بهم بعده حمدا لله..
و أصبح يخصص جزءا من أرباحه لبرّ عائلته و اكرامهم..
بل أنه أسّس "المجلس العائلي" الذي سأخصص له ان شاء الله خاطرة مستقلة لأهميته.
...
اضطررت لتغيير بعض التفاصيل للحفاظ على سرية المعلومات.. لكن لا تغير في جوهر القصة..
...
عائلة أحمد اليوم يعطون بها المثل في الترابط .. جيل كامل من "أحمد" أخرجه الله من أصلابهم فطموهم على صلة الرحم.. بما في ذلك "المتغطرسين و الظالمين الذين جعلتهم ورقة أحمد يتغيرون من النقيض الى النقيض..
...
الحمد لله. انتهى.

غير معرف يقول...

اعتذر عن الاطالة
و اعتذر من الاخ انيس لاني نشرتي المقالة دون طلبه الاذن مسبقا
اخي ان كان لك اي معارضة فساتقبلها بصدر رحب ان شاء الله
جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

أنت و صلة الأرحام





يقول الله تعالى : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} .


جاء رجلٌ إلى النبيّ فقال : أخبِرني بعملٍ يدخلني الجنّة ، قال " تعبد الله ولا تشرِكُ به شيئًا ، وتقيمُ الصلاة ، وتؤتي الزكاةَ ، و تصلُ الرّحم "


- هل تعلم أن الرحم التي أمر الله بوصلها نوعان :
* الأول: رحم الدين، وهي رحم عامة تشمل جميع المسلمين، وتتفاوت صلتهم حسب قربهم وبعدهم من الدين، وكذلك حسب قربهم وبعدهم الجغرافي.
* الثاني: رحم القرابة، القريبة والبعيدة، من جهتي الأبوين.


- هل تريد أن يرحمك الله و يغفر لك ذنوبك و يعفو عنك ؟
- هل تريد ان تكون من المحسنين ؟
- هل تريد أن يوسع الله في رزقك و يبارك في عمرك ؟
- هل تعلم أن الرحم تتعلق بعرش الرحمان و تقول :
من وصلني وصله الله و من قطعني قطعه الله .
- هل تعلم أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ؟
- هل تعلم أنك تستطيع صلة رحمك و لو بالسلام عليه ؟

- بأي شيء أصل أرحامي؟


صلة الرحم تكون بأمور متعددة، فتكون بزياراتهم، والإهداء إليهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، كما تكون بالدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم، كما تكون بدعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ..
يقول ابن أبي حمزة: ( تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء ).
وقال النووي: ( صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول؛ فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة تكون بالزيارة والسلام وغير ذلك )..

أنيس يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
كلام رااائع

وضعت مايل الموقع في صفحة ارسال الاقتراحات
اذا أردت يمكنك أن تساعدنا في الموقع

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by ....