نبدأ جولتنا الأولى من باب الأسباط متجهين غربا، معرفين على ما هو ملاصق لأسوار المسجد من مبان و هي الكائنة في جهاته الأربعة.
أنظر مخطط الجولة الأولى بالون الأزرق

باب الأسباط
وهو الواقع في زاوية المسجد الأقصى المبارك الشمالية من الشرق .
نقل عارف العارف تاريخ بناء الباب ، من كتابة في داخله ، لم اعثر عليها ، انه عائد الى سنة 1538م ، كما ورمم هذا الباب في سنة 1232هـ الموافق 1817م. ودعي الباب ياسم اخر ، وهو "ستّي مريم" على اسم الكنيسة الكائنة في جهتها ، خارج الأسوار .
والأغلب انه تاريخ تجديد للباب لا تاريخ بناء .

مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية
غلب عليها هذا الاسم ، اذ ان اول إنشائها كان ثانوية محضة ، وذلك في مطلع الثمانينات من القرن الميلادي العشرين ، واليوم عبارة عن مدرسة اعدادية وثانوية ، تعلم فيها العلوم الشرعية .

مئذنة باب الأسباط
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ، غربي باب الأسباط المدعوة به .

أنشئت المئذنة سنة 769هـ 1367م ، ابان حكم السلطان الملك الاشرف شعبان بن حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ، استدل على ذلك من خلال النقش على المئذنة . صدعها زلزال سنة 1346هـ الموافق 1927م مما اضطر المجلس الاسلامي الأعلى الى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد . وعند احتلال إسرائيل للمكان في سنة 1967م ، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف ، وقد جرى ترميمها كاملا .
والمئذنة هذه أجمل مآذن المسجد مظهرا ، أمتنها بناء وأفخمها عمارة ، ولها من الأسماء : مئذنة الصلاحية لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية .

المدرسة الغادرية
تقع داخل المسجد الأقصى المبارك ، بنتها مصر خاتون ، في عهد الملك الارف برسباي ، وذلك سنة 836هـ الموافق 1432م .
دعيت بهذا الاسم نسبة الى موقفها وهو زوج التي بنتها ، الأمير ناصر الدين بن دلغادر .
وقد قام قسم الآثار في دائرة الأوقاف الاسلامية مشكورا بتجديدها وقامت حكومة إسرائيل بمنع تتمة السقف ، ولا زالت سقف حتى يومنا هذا .

مطهرة باب حطة
والحقيقة إنها ليست بمطهرة في أصلها ، وقد سمح الإمام الشنتميطي باستعمال المكان مطهرة منذ أواخر العهد العثماني ، واستعملت كذلك ، وأضيف لساحتها الجنوبية محراب في الثلاثيات من القرن الميلادي الحالي ، وهو متهم الآن .
ثم جددت المطهرة في أواخر سنوات السبعينات من هذا القرن الميلادي ، وأضيف اليها مساحة أحرى كذلك ، وجددت بعد هدمها على يد أعضاء مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية في سنة 1416هـ الموافق 1996م ، وذلك برعاية ومباركة دائرة الأوقاف الاسلامية ، وجعل السفلي للإناث والعلوي للذكور .

سبيل باب حطة
يقوم هذا السبيل البسيط جنوبي باب حطة ، على يسار الداخل منه ، يعود انشاء السبيل الى العهد العثماني .
وهو سبيل تعطل عن العمل ، رممه اعضاء مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية ، اثناء بناءها لوحدة المراحيض ، ثم الغي نهائيا بعد ذلك .

باب حطة
يقع في الحائط الشمالي من سور المسجد ، وهو الواقع بين مئذنة باب الأسباط وباب فيصل .
يقول عنه عارف العارف انه من أقدم الأبواب ، وجدد في سنة 617هـ الموافق 1220م ، أي في العهد الأيوبي .


مدارس ورياض الأقصى الاسلامية
تقع هذه الدارس داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك في الرواق الشمالي ، وهي التي كانت تدعى بالمدرسة الدوادارية التي بناها وأوقفها الأمير علم الدين سنجر الدوادار فدعيت باسمه ، وذلك سنة 695هـ الموافق 1295م.
وقد حولت إلى مدارس ورياض الأقصى الاسلامية في مطلع الثمانينات من القرن العشرين ، ومدارس الأقصى الاسلامية لها فروع عديدة .

المدرسة الباسطية
تقع هذه المدارس فوق الرواق الشمالي ، مقابل المدرسة الدوادرية ، أوقف المدرسة القاضي زيد الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي ، سنة 835هـ الموافق 1431م. والمدرسة عبارة عن قسمين : واحد ماهول ، والاخر تستغله المدرسة البكرية للبنين الواقعة خارج المسجد الأقصى ، والذي جزء منها واقع فوق الرواق الشمالي للمدرسة .
تستعمل المدرسة اليوم مقرا للمدرسة البكرية الأنفة الذكر ، ولها طابق فوق الرواق الشمالي للمسجد الأقصى.

باب الملك فيصل
وهو الواقع غربي باب حطة ، في السور الشمالي للمسجد الاقصى المبارك .
يعود تاريخ تجديده إلى سنة 610هـ الموافق 1213م ، دعي بهذا نسبة إلى فيصل ملك العراق حيث زار المكان فدعاه المجلس الاسلامي الأعلى تخليدا لذكرى تبرعه لعمارة المسجد الأقصى المبارك .
وله من الأسماء : باب شرف الأنبياء ، باب العتم وباب الدوادرية .


المدرسة الأمينية
تقع هذه المدرسة بباب فيصل في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك (انظر الصورة أعلاه) أوقفها أمين الدين عبد الله ، وهو منشئها سنة 730هـ الموافق 1329م فدعيت به ، إلا أنها مرت بمرحلة تعمير في العهد العثماني ، ولها باب وغرف فوق رواق المسجد الأقصى الشمالي .
وهي عبارة عن بناء ذي أربع طوابق ، وتقع شرقي المدرسة الفارسية ، وكانت تدعى بدار الإمام لسكنى الشيخ الإمام فيها .

المدرسة الفارسية
دعيت بهذا الاسم نسبة الى واقفها الامير فارسي البكي ابن امير قطلو ملك ابن عبد الله وكان وقفها سنة 755هـ الموافق 1353م .
والمدرستان الامينية والفارسية متداخلتان الغرف في الطابق العلوي .

المدرسة الملكية
تقع هذه المدرسة بين الفارسية والاسعردية ، مدخلها مشترك مع الاسعردية ، وهي عبارة عن طابقين ، أضافت عائلة آل الخطيب غرفا صغيرة في العلوي لتناسبها في السكن .
ومدرستنا هذه ، اشتملت على معظم العناصر المعمارية في العهد المملوكي ، وخاصة تبادل ألوان الحجارة التي بنيت بها ، الأحمر والأبيض .
أقيمت سنة 741هـ الموافق 1340م ، في عهد الملك الناصر محمد قلاوون ، أوقفها زوج بانيها ، وهو الحاج آل الملك الجوكندار ، وكان وقفها بعد ذلك بأربع سنوات ، ثم وقفية أخرى في سنة 1356م .
والمدرسة الآن مأهولة من قبل الدجاني ، إذ استأجروها من دائرة الأوقاف .

المدرسة الاسعردية
أوقفها الخواجا مجد الدين عبد الغني الاسعردي ، وبه سميت ، وكان وقفها سنة 770هـ الموافق 1368م . واليوم تستغل المدرسة كسكن لدار البيطار وهي واسعة ، يطل نتوء محراب مسجدها على ساحات المسجد الأقصى من الرواق الشمالي . ومسجدها هذا واسع وجميل المحراب ، وهي عبارة عن طابقين .

المدرسة البكرية
تقع على حد المسجد الاقصى المبارك من الخارج ، تستعمل الان كناد رياضي لبلدية القدس ، مبنى واسع ،ومبناهمن خلف المدرسة الاسعردية ويمتد الى غربها ، ويلاحظ من مبناه حداثته ، وهو ليس من المسجد الاقصى المبارك .


المدرسة الصبيبية
اوقفها علاء الدين علي بن ناصر الدين محمد نائب القلعة الصبيبية وكان ذلك سنة 809هـ الموافق 1406م ، واليوم تشكل جزءا من المدرسة الفخرية بالقدس .
وهي غير كائنة في المسجد الاقصى المبارك ، بل على حدوده .

المدرسة الجاولية
تقع خارج ساحات المسجد الاقصى المبارك ، بل على حدوده في الجهة الشمالية الغربية ، والمدرسة الجاولية هي وقف الامير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي ، احد امراء الظاهر بيبرس ، رضي الله تعالى عنهما .
بنيت في الاعوام 715-720هـ الموافقة 1315-1320م ، وكانت قد ادت رسالتها نحو قرن واحد فقط .
وفي عهد مجير الدين استعملت سكنا لنواب القدس ، وفي القرن الماضي كانت دارا للحكم وقشلاقا يدعى بالسرايا القجديمة ، وفي عهد بريطانيا حولت الى مدرسة ابتدائية ، حولها المجلس الاسلامي الاعلى في سنة 1355هـ الموالفق 1936م الى مقر لكلية روضة المعارف الوطنية ، بعدها اتخذها الانجليز دارا للشرطة ، واليوم تعتبر جزءا من المدرسة العمرية .


الزاوية الرفاعية
تقع تحت مئذنة الغوانمة ، ويعود بناؤها الى العهد العثماني . وقد استخدم المكان حديثا كارشيف للمسجد الاقصى المبارك ، ومن قبل ذلك استخدمت كدار للحديث النبوي الشريف ، ومن قبل استخدمت كقاعة اجتماعات للائمة ، والان فتحت حديثا كمقر لمفتي الديار الفلسطينية .



مئذنة باب الغوانمة
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الاقصى المبارك ، شمالي شرق باب الغوانمة المدعوة به ، اقيمت في عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين 697-699هـ الموافق 1297-1299م ، وكما وتدعى بمئذنة قلاوون لتجديده لها ، وكان ذلك في سنة 730هـ الموافق 1329م ، كما جاء في نقش على حائطها ودعيت كذلك مئذنة السرايا ، لكونها بقربه ، جددها المجلس الاسلامي الاعلى سنة 1346هـ 1927م .

باب الغوانمة
يقع في شمال السور الغربي دعي بهذا نسبة الى حارة الغوانمة الواصل اليها ، والغوانمة عائلة يعتقد انهم وصلوا البلاد مع صلاح الدين الايوبي رضي الله تعالى عنه ، رمم الباب عام 707هـ الموافق 1307م ، اما بناؤه فهو اقدم من هذا . ويعرف الباب بالاسماء الاتية :
باب الخليل ، باب الغوارمة ، وباب درج الغوانمة .

تعدى عليه يهودي بالبالحرق في سنة 1998م ، وقامت دائرة الاوقاف بترميمه .
وهناك مجموعة بيوت من باب الغوانمة الى نحو باب الناظر ، وكلها خارج المسجد الاقصى المبارك ، منها ما له ابواب من داخل المسجد وهي تظل على ساحة المسجد .

المدرسة المنجكية
تقع هذه المدرسة بباب الناظر ، فوق الرواق الغربي ، انشاها الامير سيف الدين منجك سنة 763هـ الموافق 1361م ، وتستغل اليوم كمقر لدائرة الاوقاف الاسلامية العامة بالقدس ، وهي عبارة عن طابقين ، يصعد اليهما بدرجات .

باب الناظر
يقع في الحائط الغربي من المسجد الاقصى المبارك باتجاه الشمال . اما الباب ، فيصفه مجير الدين بانه قديم العهد ، وكذلك عند صاحب (اتحاف الاخصا بفضائل المسجد الاقصى) . جدد هذا الباب في عهد (الملك عيسى) ، في سنة 600هـ الموافق 1203م ، وتاريخه يدل على قدمه .
للباب اسماء اخرى عرف بها : باب الحبس دعي بهذا ، نسبة الى الحبس الكائن في غربه ، خارج المسجد الاقصى المبارك ، وهذا الحبس تركي العهد ، باب المجلس ، باب ميكائيل، باب علاء الدين البصيري ، وباب الرباط المنصوري .

الزاوية الوفائية
تقع هذه الزاوية جنوبي باب الناظر ، اقل انخفاضا من المدرسة المنجكية (دائرة الأوقاف الاسلامية اليوم) ، وأكثر ارتفاعا من الرواق في جنوبها .
كانت تعرف قديما بدار معاوية، ثم بدار بني أبي الوفا لسكناهم فيها، واليوم معروفة بدار البديري ، الذين يسكنون فيها .
يذكر الدكتور (كامب العسلي) إن تاريخ إنشاء هذه الزاوية ووقفها مجهولان ، ويرجح الأمر انه عائد للقرن الرابع عشر الميلادي . (انظر الصورة أعلاه) .

باب الحديد
يقع في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، بين بابي القطانين والناظر .
ذكر عارف العارف انه بناء قديم ، وزاد مجير الدين بقوله :(باب لطيف محمك البناء).
عرف الباب باسم آخر هو : باب ارغون نسبة إلى مجدده ، وكان قد مات ارغون سنة 758هـ الموافق 1356م ، وارغون كلمة تركية تعني حديد .

باب القطانين
يقع في الجهة الغربية من المسجد الاقصى المبارك ، داخل سوره ، وهو بين بابي المطهرة والحديد .
دعي بهذا نسبة الى سوق القطانين المحاذي له من الجهة الغربية
لم يحصر صاحب كتاب (اتحاف الأخصا بفضائل المسجد الاقصى) سنة بناء الباب ، بل اكتفى بالاشارة الى قدمه ، اما كتاب :"الابنية الاثرية في القدس الاسلامية" ، فانه يذكر ان تاريخ تجديده من قبل محمد قلاوون وكان في سنة 737هـ الموافق 1336م ، مما يدل على قدم بنائه ، وباب القطانين من اجمل واشمخ ابواب المسجد الاقصى المبارك قاطبة ، وهو آية في الاتقان والجمال .


باب المطهرة
يقع في السور الغربي ، جنوبي باب القطانين ، قريبا منه ، وهو باب قديم ، جدد في العهد المملوكي ، على يد الأمير علاء الدين البصيري ، وذلك في سنة 666هـ الموافق 1267م . دعي بهذا الاسم نسبة الى مطهرة المسجد التي يفضي إليها هذا الباب .

المطهرة
تقع غربي باب المطهرة ، يتوصل إليها بطريق خاص ، وعلى بعد نحو خمسين مترا من الباب ، فهي خارج المسجد الأقصى المبارك .
وقد بنيت أول مطهرة في عهد الأيوبيين ، بناها السلطان العادل أبو بكر أيوب ، وأوقفها سنة 1193للميلاد ، ثم جددها علاء الدين البصيري في العهد المملوكي ، ثم عمدت إليها دائرة الأوقاف الاسلامية وأعادت بناءها من جديد في سنوات الثمانينات من هذا القرن الميلادي .
والمطهرة الآن خاصة بالرجال ، على أن تستخدم النساء مطهرة باب حطة .

المدرسة العثمانية
تقع هذه المدرسة فوق باب المطهرة وحتى المدرسة الاشرفية وهي طابقان ، جلهما خارج المسجد الاقصى المبارك ، وقفتها اصفهان شاه خاتون بنت محمود العثمانية في سنة 840هـ في عهد الاشرف بربساي ، والمدرسة طابقان ، ومسجد المدرسة على مستوى ساحات المسجد الاقصى المبارك وقد استولى عليه اليهود واغلقوا شباكه بالحجارة ، وهو مطل على ساحات المسجد الاقصى المبارك .

المدرسة الاشرفية
تقع هذه المدرسة بالقرب من الرواق الغربي للحرم الشريف ، قريبا من باب السلسلة ، في شماله .

بدئ العمل بإنشائها مكان الاشرفية التي هدمها الملك الاشرف قايتباي بسبب عدم إعجابه بها ، وذلك في سنة 885هـ الموافق 1480م ، واستمر العمل فيها ثلاث سنوات ، والمدرسة قسمان : قسم داخل المسجد الأقصى المبارك ، والآخر خارجه ، والذي داخله عبارة عن طابقين : يستخدم الطابق الأرضي –الأول- كمقر لمكتبة المسجد الأقصى ، والثاني متهم السقف ، وهو مسجد المدرسة ، وانهدامه كان اثر زلزال سنة 1346هـ الموافق 1927م ، وهو جميل البناء ، واشتملت عناصره على صفوف الحجارة المشهرة (الملونة باللونين الأحمر والأبيض المتتالية ، وامتازت بغناها بالعناصر المعمارية والزخرفية ووصفت المدرسة بالجوهرة الثالثة في الحرم الثالث) بعد
قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك .
وأما الأول (المكتبة اليوم) فهي مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك في أصله ، ثم جعلت مخزنا حتى سنة 1397هـ الموافق 1967م إلى حين نقل المكتبة إليه ، وفي القسم الجنوبي منها قبر الشيخ الخليلي .

مئذنة باب السلسلة
تقوم المئذنة فوق باب السكينة الكائن بمحاذاة باب السلسلة عن شماله ، وتقع على الحائط الغربي لسور المسجد الأقصى المبارك .


بناها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري ، في سنة 730 هـ الموافق 1329م ، يقول كتاب "الأبنية الأثرية في القدس الاسلامية" :
"ان بناءها هذا بعد هدم للقديم" . رممت المئذنة في عهد المجلس الاسلامي الأعلى ، فهو سنة 1341هـ الموافق 1922م ، والى عهد قريب تميزت هذه المئذنة عن سائر مآذن المسجد برفع الأذان منها .

باب السكينة
وهوالواق7ع بين بابي المطهرة والسلسلة ، وهو بمحاذاة باب السلسلة في شماله .
والباب مغلق منذ اجل طويل ، ويذكر عارف ان له من الأسماء : الباب المغلق ، وباب والأخير تسمية مملوكية .
يعود تاريخ بناء الباب الى سنة 597هـ الموافق 1200م ، والحقيقة ان هذا التاريخ تاريخ تجديد لا بناء ، اذ ذكره ابن الفقيه وابن عبد ربه في سنوات 291هـ و300هـ الموافقة 903م و 912م على التوالي .

باب السلسلة
وهو الكائن ، للمسجد الأقصى المبارك ، بمحاذاة باب السكينة في الجهة الجنوبي (انظر الصورة أعلاه) ، قديم عهد البناء ، اما كتاب :"الأبنية الأثرية في القدس الاسلامية" فانه يعيده الى سنة 600هـ الموافق 1200م ، والحقيقة انه اقدم من هذا ، فقد ذكر ابن الفقيه وابن عبد ربه في سنوات 291هـ و 300هـ الموافقة 903م و 912م ، على التوالي .
عرف الباب بالأسماء الآتية كذلك :
باب داوود وباب الملك داوود ، وداوود هنا في الحالتين واحد ، وهو نبي الله تعالى ، لم يعترف اليهود بذلك ، فأطلقوا عليه الملك .

المدرسة التنكزية
تقع خارج سور المسجد الأقصى المبارك الغربي ، عدا قسم من أروقتها الراكب لأروقته الغربية ، بوشر العمل بها في سنة 729هـ الموافق 1328م ، دعيت باسم واقفها وهو تنكز الناصريّ .
وهي من المدارس الجميلة ، الواقعة في داخل المسجد الأقصى –قسم منها- ، ولا تزال تتحلى برعة بنائها .
استعملت المدرسة سابقا كمحكمة ثم مقرا للمؤتمر الاسلامي ، ثم مقرا للمعهد الأقصى العلميّ .
قامت قوات الجيش الإسرائيلي بمصادرتها والمرابطة فيها منذ سنة 1969 للميلاد.

حائط البراق
وهو قسم من السور الغربي للمسجد ، الواقع بين باب المغاربة جنوبا ومئذنة باب السلسلة شمالا ، ويبلغ طوله نحو مائة متر وارتفاعه عشرين مترا . دعي بهذا نسبة الى البراق الذي ربطه به محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم اسرائه الى المسجد الاقصى المبارك ، فهو من اجزاء المسجد الاقصى المبارك . والحائط من املاك وقف الملك وقف الملك الافضل ابن اخي صلاح الدين الايوبي ، رضي الله تعالى عنهما .

يدعي اليهود انه لهم ، وانه عبارة عن الحائط الغربي لهيكل سليمان الا انها لم تثبت ، بل زاد الشك في كون الهيكل بالمكان ، لان القواطع من الادلة ، وزيارة بعثات الاقار للمكان ، اسرائيلية كانت ام اجنبية ، حالية ام قديمة ، تشير الى نتيجة واحدة : ان لا آثار للهيكل هنا ، اما قول جل الاسرائليين ان مكان الهيكل هنا ، فما هو الا ظن باطل ، ولا يغني الظن من الحق شيئا .
ولا زال اليهود يصلون عنده ، ويبكون بمقربته من الناحية الغربية ، وذلك بعد ان دمروا كل اثر اسلامي في هذه الحارة التي عرفها التاريخ باسم حارة المغاربة ، لسكناهم اياها ، هدم اليهود بيوتها ، وهجروا اهلها ، وهدموا مساجدها ، وذلك بعد الاحتلال للمكان في سنة 1967م .

مسجد البراق
يقع بمحاذاة حائط البراق ، في شرقه ، أي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك ، دعي بهذا ، نسبة الى المكان الذي ربط فيه محمد صلى الله عليه وسلم البراق ، وذلك في الحائط المجاور ، اما مسجدنا هذا فينزل إليه بدرجات من الرواق الغربي إذ أن مكان المسجد تحت ساحات المسجد ، وهو مفتوح لصلوات الجمع والأعياد ، كان للمسجد باب من خارج السور في منطقة ساحة البراق .

باب المغاربة
يقع في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك في جنوبه ، ويعود تاريخ تجديد الباب الى سنة 713هـ الموافق 1313م ، أنشئ مكان باب أقدم منه كان يقوم في مكانه . دعي بهذا نسبة الى مسجد المغاربة بجواره ، وقيل لانه يفضي الى حيّ المغاربة . وقيل انه عرف قديما بباب النبي وباب حارة المغاربة وباب البراق .

الزاوية الفخرية
تقع غربي جامع المغاربة ، من المسجد الأقصى سوى مسجد النساء ، يدخل إليها عن طريق المتحف الاسلامي . عرفت بالتاريخ بأسماء عدة : الخانقاة الفخرية ، مدرسة الخانقاة الفخرية وزاوية آل السّعود
أوقفها القاضي فخر الدين ابو عبد الله محمد بن فضل الله ناظر الجيوش الاسلامية، قبطي الأصيل، اسلم وحن إسلامه. سكنت الزواية في نهاية العهد البريطاني ، وكانت مغلقة في العهد الأردني، وفي العهد الإسرائيلي ، هدمت سلطات الاحتلال القسم الأكبر منها، ولم يبق منها سوى القسم القليل ومسجد الزاوية ، الذي فيه الن قسم الآثار، والآخر لمعروضات المتحف.

مسجد المغاربة
يقع هذا المسجد جنوبي حائط البراق ، من الجهة الشرقية ، أي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك .
للمسجد هذا بابان : مغلق في الشمالية ، ومفتوح في الشرقية ، ويستعمل اليوم ، كقاعة عرض لأغراض المتحف الاسلامي ، الذي نقل من الرباط المنصوري ، الى هذا المسجد ، وذلك في سنة 348هـ الموافق 1929م . قيل ان بانيه القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي ، سنة 590هـ الموافق 1193م ، وكانت تقام صلاة المالكية في هذا المسجد .

مسجد النساء
يقع هذا المسجد في القسم الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك ، ولا شيء في جنوبه من المسجد الأقصى المبارك ، وهو غربي مبنى المسجد الأقصى المبارك وحتى السور الغربي منه.
مبنى كبير ، واسع ومرتفع ، مبناه في عشرة عقود باتجاه الغرب ، وعرضه عقدان. والبناء ايوبي الأصل وليس لمدعاة الصليبيين فيه شيء .

واليوم عبارة عن نصفين : الغرب مع المتحف الاسلامي ، وفيه معروضات كبيرة وكثيرة ، والشرقي تعددت وظائفه في التاريخ ، واليوم عبارة عن مكتبة عامة ، كما ويستخدم المكان كمدرسة لتحفيظ القران الكريم ، بل وحين اعدادي لهذا الكتاب نقلت المكتبة الى الغرب ، لإعادة استعمال القسم الشرقي منه ، كمسجد للرجال ، مع المسجد الاقصى المبارك .

مئذنة باب المغاربة
تقع هذه المئذنة جنوبي شرق باب المغاربة ، وهي بلا اساس اقيمت فوق طرف مسجد النساء الشمالي ، دعيت بهذا الاسم نسبة الى الباب القريب منها ، كما ودعيت سابقا بالفخرية لكونها قائمة بقرب الزاوية الفخرية .
بنيت في عهد السلطان الملك السعيد ناصر الدين بركة خان سنة 676-679هـ الموافقة 1277-1280م .
هدم المجلس الاسلامي الاعلى نصفها العلوي سنة 1922م ، بسبب تصدعات اصابتها بسبب الزلزال واعاد بناءها على طراز جميل ، واستخدمت لها قبة فوق المربع العلوي ، لم تكن من قبل .

مبنى المسجد الاقصى المبارك
وما تسمية هذا الجزء الا من التسمية الكلية ، والذي لا زلنا نخشاه ان الناس فهموا بان هذا المبنى هو المسجد الأقصى ونسوا انه جزء منه ، وان المسجد الأقصى هو الأكبر والأرحب ، اذ ان المسجد يضم : القباب والمآذن ، السبل والمصاطب ، الطرقات والمساجد ، الأشجار والمواضئ ، المحاريب والمرافق ، الخلوات والبوائك ، الآبار والمدارس ، المكتبات والمكاتب ، الساحات والمشارب.
واما هذا المبنى ، فتعود إقامته الى العهد الأموي ، الى عهد عبد الملك بن مروان ، فبعد انتهائه من بناء قبة الصخرة ، قام بتأسيس المبنى ، اما الانتهاء منه كان على يد ابنه الوليد ، وقد ورد ذلك في وثائق وجدت في مقاطعة الفيوم المصرية ، كتبت على ورق البرديّ ، جاء فيها ان والي مصر حينها ، وهو (قرة بن شريك) ، أرسل بنائين وعمال مهرة لمدة 12 شهر للمساعدة في بناء المسجد الأقصى ، وكان ذلك في سنة 97هـ الموافق 715-716للميلاد ، اما التاريخ المدون لبداية البناء فكان في سنة 74 هـ الموافق 693م .

أما مسجدنا هذا ، فبداية بنائه كانت بأروقة خمسة عشر أوسطها أكبرها وأعلاها ، وفي زلزلة سنة 138هـ الموافق 754-755م أصيب المسجد بزلزال عظيم ، تلاه زلزال آخر بعد بضعة سنين ، وبزيارة الخليفة العباسي المهديّ له في سنة 163هـ الموافق 779م ، أمر بإعادة بنائه ، ولكن بخمسة أروقة بدلا من أروقته الخمسة عشر المهدمة .
وفي العهد الفاطمي أصيب بزلزال آخر فتهدمت أجزاء كثيرة منه وكان ذلك في سنة 406هـ الموافق 1016م ، في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله ، وقد تم الترميم في عهد ابنه الظاهر لإعزاز الله بعد ست سنوات من الزلزال ، الّا ان زلزالا آخر أصاب المسجد بسوء ، وكانت عودته بعد الترميم بأربع سنوات ، فأمر الخليفة الظاهر لإعزاز الله بترميم آخر ، فحدث ، وكان الانتهاء من الترميم في سنة 427هـ الموافق 1046م ، كما وأضيف اليه في نفس العهد الفاطمي رواقان فغدا بسبعة أروقة .
واما تاريخ المسجد فجليل . ونوائبه كثيرة ، وبواقي المسجد من أصله قليلة . ومسجدنا هذا ، مر بمراحل عمرانية ، وزخارف فنية ، وأعظم ترميم حصل للقبة على يدي محمد قلاوون ، في سنة 728هـ الموافق 1327م ، وقد ورد ذلك في شريط كتابي على محيط القبة.
اما رواق المسجد (في شماله ، خارج أبوابه ،) فقد زاده الملك عيسى في سنة 614هـ الموافق 1217م ، وقد ورد ذلك في نقش على واجهة الرواق الأوسط ، من الخارج .
ان محمد بن قلاوون جدد السور القبلي ، وفتح فيه شباكين ، وقد ورد نقشا في الخشب فوق كل واحد منهما ، لا زال موجودين .
وفي سنة 1346هـ الموافق 1927م ، كانت مأساة المسجد الكبرى ، فقد حصلت زلزلة عظيمة ، حيث اضطر المجلس الاسلامي الأعلى الى ترميم جذري ، اثر على تغيير معظم الآثار القديمة ، وتجديدها بحديث .

وخلاصة قولنا :
ان الأمويين بنوا المسجد الأقصى حافظ عليه العباسيون ، ففي عهدهم رممه ابو جعفر المنصور ، وما هي الا مدة قصيرة ، اذ هدم جراء هزة أرضية فبناه الخليفة المهدي في سنة 780م ، اما الفاطميون فقد أنقذوا المسجد من هزة سنة 425هـ الموافق 1033م ، فقام الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله في سنة 1043بترميمه ، وفي العهد الصليبي سنة 493هـ الموافق 1099م ، أعيث بالمسجد الفساد ، وغيروا معالم هذا المبنى خاصة ، ومعالم المسجد عامة ، وقد حولوا قسما من هذا المبنى الى مساكن لفرسان الهيكل ، والقسم الآخر الى عنه كنيسة ، استرده المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي سنة 583هـ الموافق 1187م ، وطهر المسجد من كل خبث صليبي ، وهدم كل زيادة منهم ، وعمّر عمائر كثيرة في المسجد ، وأمر بإحضار منبر نور الدين فحضر ، وبقي الأيوبيون من بعده يسيرون على دربه ، ويقتدون بأفعاله الطيبة ، محافظين على المسجد مواصلين الترميم والتجديد .
وفي العهد المملوكي ، أبدعوا في إنشاءاتهم وترميماتهم وتجديداتهم ، وفي العهد العثماني استمرت مسيرة الترميمات الطيبة ، وكرس ثلة من خلفائهم جل همهم للمسجد الأقصى المبارك ، وأعمال الخير عامة .
اما المجلس الاسلامي الأعلى ، فناء بحمله الثقيل رغم إمكانياته المحدودة ، الا انه لم يتوان عن أعمال الترميم وشحذ همم المسلمين ، اقام تلك الإنجازات الهائلة ، والترميمات الجذرية ، التي لم يكن مثلها الا في عهد العباسيين ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
وفي العهد الأردني ، منذ مطلع الخمسينات وحتى سنة 1967م ، فقد وجهت عناية خاصة لهذا المسجد ، ولعل أكبرها وأكثرها وضوحا ذاك الترميم لقبة الصخرة المشرفة منذ سنة 1958م ، وقد اعيدت اليها نضارتها بلونها الأصفر ، والذي انقطع عنها ما يزيد على ألف سنة .
وللحق أقول ، ان العناية الأردنية لا زالت موجهة للمكان بشكل خاص .

وفي سنة 1389هـ الموافق 21/8/1969 م ، حرق المسجد الاقصى المبارك يفعل فاعل ، (بل قل من ورائه فاعلون) ، حيث التهمت النيران السقف الخشبي للجزء الجنوبي في شرقه ، واتت على المنبر التاريخي ، وكان له اضعاف سيئة ، تشكلت لجنة الاعمار وقامت بالترميم مشكورة ولا زالت على ذلك الى الآن ، وقد استبدل المنبر من يومها بمنبر حديدي بسيط الصناعة ، لا فن فيه ولا نضارة ، وهو منبر مؤقت حتى يتم انشاء اخر قد بدئ العمل به منذ سنوات .

دار الخطابة
تقع خارج المسجد الاقصى المبارك الوصول اليها عن طريق باب في الحائط الجنوبي لمبنى المسجد الاقصى المبارك ، في غرب المحاريب الثلاثة الكائنة فيه ، وقد استعملها خطباء المسجد قديما ، وهي عبارة عن غرفتين .


الزاوية الخنثنية
تقع جنوبي المسجد الاقصى المبارك ، وجنوبي مبنى المسجد الاقصى المبارك ، ومدخلها من داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك ، عن يمين المحراب الواسع فيه ، غربي المنبر ، وهي خارج مبنى الاقصى المبارك .
اختلف في سنة بناء المبنى الواقعة فيه الزاوية نفسها ، أي المعروف بالبرج ، فمن قائل ان عهده روميّ ، ومن قئل هو ايوبيّ ، ولربما صليبيّ .
اما مبنى الزاوية داخل هذا البرج فهو جديد ، ايوبي العهد ، فقد أوقفها صلاح الدين الايوبي ، رضي الله تعالى وارضاه ، في سنة 587هـ 1191م .
دعيت بهذا الاسم نسبة الى شيخها منذ القرن الثامن عشر ، واليوم يظهر ان الزاوية متروكة ومستخدمة كمخزن للأغراض .

منبر مبنى المسجد الأقصى
وهو منبر حديدي بسيط ، استحدث مؤقتا بعد حريق المسجد الاقصى المبارك في يوم 1389هـ الموافق 21/8/1969م ، وجاء على منبره الاثري فدمرّه ، ولم يبق من اثاره شيئا ، والحق الحريق بالمنبر تدميرا ابداعيا من صنع يد الإنسان . اما منبره القديم المحروق ، فقد امر بانشائه نور الدين زنكي ، وكان بيت المقدس تحت سيطرة الصليبيين انذاك ، ولما حرر البلاد صلاح الدين ، رضي الله تعالى عنهما ، امر باحضاره وجعله في صدر المسجد الاقصى المبارك .

ويعتبر ذاك من روائع القطع الفنية الاسلامية ، فهو متين الصنع ، وافر الزخرفة البديعة .

قبة مبنى المسجد الأقصى المبارك
اما بناؤها فأموي ، أقيمت مع مبنى المسجد انذاك ، ولقد أشرت انه لم يبق من آثار الامويين في المسجد سوى الحائط القبلي وهذه القبّة .


والقبة مزخرفة جميلة عالية ، جاء في شريط كتابي على دائرها :
(بسم الله الرحمن الرحيم ، جددت هذه القبة المباركة في ايام مولانا السلطان الملك الناصر العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المنصور قاهر الخوارج والمتمردين محيي العدل في العالمين سلطان الاسلام والمسلمين ناصر الدنيا ودين محمد بن السلطان الشهيد الملك المنصور قلاوون الصالحيّ تغمده الله برحمته في شهور سنة ثمان وعشرين وسبعماية) ، (الموافق 1327م) .

دكة المؤذنين
والمقصود بها السدّة التي يجلس عليها المؤذن والردّد لتسميع جموع المصلين التكبيرات وقت الصلاة .
تقع هذه الدكة تحت زاوية القبة الشمالية الغربية ، تقوم على اربعة عشر عامودا ، ذوات تيجان جميلة وقواعد حسنة الصناعة ، وهي رخامية مزخرفة .

خزانة الذخائر
وفي داخل المسجد خزانة زجاجية ، تتكئ على الركبة الشمالية الشرقية للقبة ، تضم بقايا الذخيرة المطاطية والحية التي استعملتها القوات الاسرائيلية يوم مجزرة المسجد الاقصى المبارك بتاريخ 8/10/1990 م وقد استشهد جرّاءها سبعة عشر من المسلمين وجرح 364.

مسجد عمر
وهو المبنى المتطاول الكائن شرقي جنوب مبنى المسجد الاقصى المبارك ، شرق غرب ، له مدخلان : الاول من داخل مبنى المسجد الاقصى المبارك ، والثاني يدخل اليه الزائر من ساحات المسجد الاقصى المبارك ، والاخير لا يفتح الا ايام الجمع وفي المناسبات .
المسجد عبارة عن رواق واحد في عرضه ، واربعة اورقة متجاورة في طوله .

دعي بهذا نسبة الى المكان الذي اقام فيه عمر بن الخطاب ، رضي الله تعالى عنه ، مسجده يوم ان فتح بيت المقدس ، ولا زال ذاك المكان موضع خلاف بين العلماء ، أهو هنا ام الى الشرق اكثر .
يعود مبنى هذا البناء الى العهد العثماني الاول ، وهو مقطوع في ايامنا الى جزئين : الغربي للصلاة فيه والشرقي يستغل عيادة صحية تابعة للمسجد الاقصى المبارك وتستخدم في الحالات الطارئة فقط ، ثم وسّع حديثا على العيادة على حساب المسجد .

مقام الاربعين
وهي غرفة واسعة تقع بين مسجد عمر ومحراب زكريا الكائن في جنوبه ، له مدخلان : من داخل مبنى المسجد الاقصى المبارك ، وهي فتحة على طول حائطها الغربي ، ومدخل عن طريق مسجد عمر كذلك ، أي في جنوبها . اما تسميته بهذا ، فيقال ان فيه مدفنا لاربعين من الصالحين ، وقيل من الانبياء ولا دلالة قطعية عليه .
في حيطانها الثلاثة رقم قرآني قديم بحاجة لترميم .

محراب زكريا
يقع داخل غرفة شرقيّ مبنى المسجد الاقصى المبارك ، يدخل اليه عن طريق المسجد الاقصى المبارك ، فالحائط الغربيّ للغرفة عبارة عن بابها لها ، وفي الغرفة محراب يقال انه محراب زكريا عليه السلام ، الذي كان يدخل منه على مريم عليها السلام ، وقد ذكره القران الكريم بقوله :
(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا …) سورة آل عمران 37

وليس هناك أدلة ثبوتية ، ولا قطع في الدلالة عليه ، على انه هو المعنيّ في القران الكريم .
والمحراب متوسط الحجم ، جميل ، عليه زنار خشبي ورقم كتابي ، آيات من كتاب الله تعالى ، وقد انتهى حديثا من عملية ترميم شاملة له .

مصلى الجنائز
يقع هذا المصلى في الرواق الشمالي من مبنى المسجد الأقصى المبارك ، بجوار الباب الشرقي من الأبواب السبعة الكائنة في الرواق الشمالي .
والمصلى عبارة عن مصطبة صغيرة مرتفعة عن الارض صغيرة الحجم ، توضع الجنازة في تابوتها عليها ، ثم يقف المصلون من وراء الامام لأداء صلاة الجنازة على الميت .
وعلى العامود الكائن خلف هذا المصلى ، كتبت كيفية صلاة الجناوة تذكرة للمصلين .

المسجد الأقصى القديم
يقع هذا المسجد تحت مبنى المسجد الاقصى المبارك ، يدخل اليه عبر درج حجري في شمال مبنى المسجد الاقصى المبارك ، مقابل موضع الجنازة ، وله باب مغلق ، اذ ان زيادة اعداد شادي الرحال الى المسجد الاقصى المبارك ، لم تعد تكفهم الاماكن المظللة ، وخاصة ايام الجمع ، لتقيهم حر الشمس الحارقة ، وامطار الشتاء ، فكان يفتح لهم لاستخدامه.
والمكان المحضر لاداء الصلاة في المكان صغير نسبيا ، لا يتسع لاكثر من خمسمائة مصل ، وفي جنوبه وغربه ترى السقف ، التي تقوم ارضية مبنى المسجد الاقصى المبارك واسعا تحمله اعمدة حجرية ضخمة ، وركب باطونية ، حديثة الانشاء ، يتالف من رواقين كبيرين مرتفعين اتجاههما من الجنوب للشمال .
قام اعضاء مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية بترميم جذري للمبنى ، وذلك برعاية ومباركة دائرة الاوقاف الاسلامية ، وعند الاانتهاء من هذه الاعمال افتتح المكان امام شادي الرحال الى المسجد الاقصى المبارك .

محراب داوود
لقد اختلف في كثير من المحاريب التي تحمل نفس الاسم ، والذي انا بصدد الحديث عنه ، هو الواقع في السور الجنوبي للمسجد الاقصى المبارك ، شرقي مبنى المسجد الاقصى المبارك ، وان لم يكن هناك اثبات بين علاقة الاسم بالمسمى .
يعود بناء المحراب الى سنوات 796-698هـ الموافقة 1296-1298م ، وذلك في عهد السلطان حسام الدين لاجين . والمحراب كبير مرتفع ، واسع وعميق ، يرى عن بعد ، وهو قليل الاستعمال عند الناس ، لوجود بدائل عنه ، ثم انه اشارة الى جهة القبلة ليس الا .

محراب السور الشرقي
يقع هذا المحراب بمحاذاة سور المدينة والمسبح (المشترك) من الداخل ، يصعد اليه بدرجات ، وفي شمال هذا المحراب الصغير ساحة صغيرة تتسع لمصل ، ولعل وجود المحراب والساحة للحارس المراقب لما يجول خارج اسوار المدينة من داخلها . والمحراب صغير الحجم ، عثماني العهد .

التسوية الشرقية
(وهي المعروفة اليوم بالمصلى المرواني)
اما تسميتها بالتسوية الشرقية فتدل على وظيفتها ومكانها تحت ساحات المسجد الاقصى المبارك في الزاوية الجنوبية الشرقية ، وحائطها التسوية الجنوبي والشرقي متحدان مع حائطي المسجد الاقصى المبارك في المكان ، وهما كذلك حائطا سور مدينة بيت المقدس .

لم نستطع تحديد اقامة البناء تاريخيا ، الا ان المهندسين يعيدون البناء الى العهد الاموي ، والى فترة سبقت بناء مبنى المسجد الاقصى المبارك ، لانهم بداوا بالتسوية ، ليستوي عليها البناء من فوقها ، كما وفي حائطها الجنوبي يقع الباب الثلاثي المغلق ، والذي استعمله الامويون في وصول دار الامارة التي كانت بمحاذاة المسجد في الجنوبية ، وكذلك الباب المنفرد الواقع غربي الباب الثلاثي .
واما تسميته بالمصلى المرواني ، فيعتقد البعض ان اقامته تعود الى عهد الامويون ، في عهد مروان بن عبد الملك ، حيث اتخذوه مصلى مؤقتا ، حتى اتمام الابنية من فوق سطح الارض .
والتسوية عبارة غير مستوية ، وذلك كلما اتجهنا للشرق كان ارتفاع سقفها اكبر وانخفاض ارضها اكثر ، ينتقل من قسم الى اخر عبر سلالم حجرية ، يحمل سقف هذا المبنى الواسع ، ركب حجرية ضخمة ، بنيت بحجارة بقطع كبيرة ، ومنها قطع هائل وقد بلغت مساحته نحو 3600مترا مربعا .
اغلق المصلى المرواني في وجه المصلين منذ عهد الصليبيين ، ويعود ذلك الى عدة عوامل ، اهمها اتساع المكان العلوي ، وقلة عدد شادي الرحال الى المسجد .
لقد ساهمت الانتفاضة المباركة وصعود التيار الاسلامي الى مضاعفة عدد المصلين وتعميق الوعي الاسلامي بمعاني شد الرحال ، وضرورة تحرير الاقصى المبارك الذي طال الاحتلال عليه ، حيث لم تعد الظروف داخل المسجد الاقصى تكفي لاستيعاب الكم الهائل من المصلين ؛ مما اوجب ضرورة فتح ابواب المصلى المرواني على مصراعيه .

ولعل السبب الأهم في افتتاح ابواب المسجد يعود الى اكتشاف أعضاء مؤسسة الاقصى لأمر يضمره اليهود في نفوسهم من تحويل المكان الى كنيس ؛ ولهذا بادر المسلمون في البلاد بافتتاحه ، فقد أعطت دائرة الاوقاف الاسلامية الاذن لاعضاء مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية بترميم المصلى وإنارته وتهويته وتبليط ارضيته حتى يكون صالحا لاستيعاب المصلين ففعلت ذلك ، وقد انكبت على مشروع تغيير سطح المصلى (ارض وساحات المسجد الاقصى) ، وترميم قنوات المياه وتغيير البلاط وذلك لمنع الرطوبة وتسرب المياه وقد تم المشروع بحمد الله تعالى ، بعد ان بدئ العمل به منذ سنة 1997م .
ولم يكن كل هذا الا بموافقة إدارة الاوقاف الاسلامية المشكورة على السماح بذلك
والجدير ذكره ان المؤسسة الإسرائيلية لم تتنازل عن تفكيرها ، فقد أقامت سلما حجريا عريضا مقابل الباب الثلاثي من الخارج ، وهو الموصل الى داخل التسوية الشرقية (مغلق الان) للانقضاض عليه ودخوله في فرصة سانحة وغفلة من المسلمين !
وفي الزاوية الجنوبية الشرقية في داخل هذه التسوية درجات توصلك الى سطح المصلى المرواني ، وعند منتصف الدرج المذكور تقوم قبة صغيرة ، وعلى الأغلب انها عثمانية العهد لطرازها ، تحمل القبة أعمدة اربعة ، من دونها حوض حجري الصناعة ، وامامه محراب حجري الصناعة كذلك .


اما تغيير سطح المصلى المرواني ، فقد نفذ على حساب دائرة الاوقاف الاسلامية ، وقد تبنى اعضاء مؤسسة الاقصى مسالةالايدي العاملة ، من المهنيين ومساعدين .
وفي شهر شعبان 1421هـ الموافق كانون الاول 1999م قام اعضاء مؤسسة الاقصى بحفر ارضية المسجد الاقصى المبارك الشرقية ، بمحاذاة مبنى المصلى المرواني في شماله ؛ لاعادة افتتاح ابوابه الشامخة ، وقد نجحت في افتتاح بوابتين من مجموع سبع بوابات ، ولا زال يعمل اعضاء الؤسسة حتى يومنا لاظهار نضارة المدخل بما يليق به وبالمسجد عامة .

وفي الزاوية الجنوبية الشرقية في داخل هذه التسوية درجات توصلك الى سطح المصلى المرواني ، وعند منتصف الدرج المذكور تقوم قبة صغيرة ، وعلى الاغلب انها عثمانية العهد لطرازها ، تحمل القبة أعمدة أربعة ، من دونها حوض حجري الصناعة ، وأمامه محراب حجري الصناعة كذلك .

الباب المنفرد
يقع هذا الباب في الحائط الجنوبي للمصلى المرواني ، غربي الباب الثلاثي ، غير ظاهرة آثاره للعيان .
والباب عبارة عن مدخل واحد كان يفضي الى دار الإمارة الأموية التي كانت جنوبي المسجد الأقصى المبارك .
أغلق صلاح الدين الأيوبي المدخل في عهده ، وذلك لعدم وجود كبير فائدة من إبقائه مفتوحا .

الباب الثلاثي
يقع هذا الباب في نحو منتصف الحائط الجنوبي للمصلى المرواني ، آثاره ظاهرة للعيان من الخارج .

الباب عبارة عن ثلاثة مداخل متجاورة ، كان يفضي الى دار الإمارة الأموية التي كانت جنوبي المسجد الأقصى المبارك ، ويسهل عملية الانتقال من داخل اسوار المدينة اليها عبر المسجد الأقصى المبارك .
اغلق صلاح الدين الأيوبي المدخل في عهده ، وذلك لعدم وجود كبير فائدة من إبقائه مفتوحا ، بل بقاؤه مفتوحا يزيد من طمع الطامعين بالسجد والمدينة .
والجدير ذكره ان المؤسسة الإسرائيلية لم تتنازل عن تفكيرها ، فقد أقامت سلما حجريا عريضا مقابل الباب الثلاثي من الخارج ، وذلك للانقضاض عليه ودخوله في فرصة سانحة وغفلة من المسلمين !

باب التوبة والرحمة
يقع هذان البابان في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ، ينزل اليهما بدرج طويل ، وهما داخل مبنى كبير ومرتفع ، وهذان البابان مغلقان حاليا ، وقد اختلف في فترة اغلاقهما ، والأرجح انه من عمل العثمانيين لأسباب أمنية ، ويؤيد هذا طريق إغلاق البابين ، بطراز عثماني واضح ، وقيل انه في عهد عمر بن الخطاب ، وجاء انه تم الإغلاق في عهد صلاح الدين الأيوبي ، اما التسمية الأولى ، فهي إسلامية الأصل ،دعاه الصليبيون الباب الذهبي .

يستعمل الآن من قبل لجنة التراث الاسلامي لنشاطاتها المختلفة في المسجد الأقصى المبارك .

دار الحديث الشريف
تقع على محيط المسجد الأقصى الشرقي اقرب للشمال . أما المبنى فهو عبارة عن مسجد تعلوه قبتان ومحرابه في الجنوبية ، وكانت تستعمل من قبل مدرسة لتدريس الفقه الشافعي، ومن بعد ذلك استعملت كمعتكف .

باب الجنائز
يقع هذا الباب المغلق في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك ، من على مصطبة باب الأسباط ، تظهر آثاره من خلف الخزائن الحديدية التي يستعملها حراس باب الأسباط في المكان .
يعود إغلاق هذا الباب الى العهد الصلاحي ، صلاح الدين الأيوبي ، رضي الله عنه وارضاه .
دعي بهذا نسبة الى إخراج الجنائز من المسجد عن طريقه الى مقبرة الرحمة الكائنة في شرقه وبمحاذاته .

0 commentaires

إرسال تعليق