ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات، فإن كان جالساً في موضع استقبل القبلة وجلس مُتذلِّلاً مُتخشعاً بسكينة ووقار، مُطرقاً رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه، لكن إن كان بغير عذر كان تاركاً للأفضل‏.‏ والدليل على عدم الكراهة
قول اللّه تعالى‏:‏ ‏ «‏إنَّ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْض واخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأُولِي الألْبابِ‏.‏ الَّذينَ يَذْكرُونَ اللّه قِياماً وَقُعوداَ وَعلى جُنوبِهمْ وَيَتَفكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأرْضِ‏.‏‏.‏‏» ‏آل عمران‏:‏ 190ـ 191‏.‏


وثبت في الصحيحين ‏، «عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‏:‏ كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتكىء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن‏» .‏ رواه البخاري ومسلم‏.‏ وفي رواية‏: «‏ ورأسه في حجري وأنا حائض‏» ‏البخاري ‏‏7549‏‏‏.‏ وجاء عن عائشة رضي اللّه عنها أيضاً قالت‏: «‏ إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعةٌ على السرير» ‏.

الأذْكَارُ النَّوَويَّة_للإِمام الحافِظ المحَدِّثِ الفَقيْهُ أَبي زَكَرِيَّا يَحْيى بن شَرَفِ النَّوَوي

0 commentaires

إرسال تعليق