موضوع الحب في الله والبغض في الله من المواضيع المهمة جداً، فهما أوثق عرى الإيمان، وهذان الأصلان مرتبطان ببعضهما، بحيث لا يتحقق واحد منهما إلا بالآخر، والمحبة في الله لها لوازم وأسس وعلامات لابد من توافرها فيها، وإلا كانت هذه المحبة مجرد دعوى لا حقيقة لها، فكان لزاماً على المسلم أن يعلم حقيقة هذه المحبة، وأن يترجمها إلى واقع عملي؛ حتى يكون من أهلها.



مقدمة عن أهمية المحبة في الله عز وجل


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فحديثنا هذه الليلة إن شاء الله تعالى عن المحبة في الله أو الحب في الله، وهذا الموضوع أيها الإخوة! مهم جداً، وتكمن أهميته من خلال الأمرين التاليين:

الأول: حاجة المؤمنين جميعاً إليه في كل وقت وفي كل آن، فكل مؤمن محتاج إلى إخوانه المؤمنين، فإذا تحققت المحبة بينهم والألفة تحولت حياتهم بعون الله وتوفيقه إلى حياة إخاء ومودة، ومن ثم إلى حياة إنتاج وعمل بما يرضي الله تبارك وتعالى، وكل إنسان يشعر بهذه الحاجة الماسة في نفسه، ومن تأمل حياة كل واحد منا وجد أنه لا يستطيع أن يعيش إلا بحب وبغض، ولن تستقيم حياته إلا بأن يكون حبه في الله وبغضه في الله، أعني الاستقامة الصحيحة التي تثمر في الدنيا وفي الآخرة يوم الوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى.

الثاني: من أسباب أهمية هذا الموضوع الخلل الواقع في هذا الباب في زمننا هذا، فإن مما يلاحظ أن كثيراً من الناس في هذه الأيام اختلط عليهم ميزان الحب في الله والبغض فيه، وهذا الاختلاط نشأ بالنسبة لهم لأسباب عديدة، لكنه أدى إلى ثمرتين غير حميدتين:
*إحداهما:
اختلال هذا الميزان بين المؤمنين، فأصبحت محبة الناس وموالاتهم ليست في الله وإنما في الدنيا ولأسباب الدنيا.
*الثانية: اختلال الموازين فيما بينهم وبين أعداء الله تبارك وتعالى
، فأصبح بعض الناس ربما يعادي المؤمنين ويوالي أعداء الله تبارك وتعالى،

وهذا الخلل في هذه الموازين الواقع في زمننا المتأخر مما يحتاج إلى معالجة قوية تربوية يقوم بها الجميع، بدءاً من الإنسان نفسه فيما بينه وبين ربه، إلى أسرته، إلى جماعات المساجد أو العمل أو غير ذالك، إلى المؤمنين جميعاً؛ ليقوم كل بدوره في رأب هذا الخلل الذي وقع فيه كثير من الناس. ......



انتضروا
سلسلة المحبة في الله (2)
حقيقة المحبة في الله والفرق بينها وبين الحب مع الله

2 commentaires

غير معرف يقول... @ 12 أكتوبر 2009 في 5:11 م

يقول سبحانه وتعالى:قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجرة تخشون كسادها ومسكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفسقين........التوبه 24
صدق الله العظيم..
الحب والبغض في الله اكبر من ذلك بكثير حسب ما ذكره الله في قرانه الكريم..وقد بدأ ايته السابقه بالاقرب والاعز على الانسان وختمها بطموح وهدف لتسير حياته على اكمل وجه...
لم اجد في القران الكريم حبا يوصف لغير الله ورسوله.وان وجد فقد اظهر صورة من صور الشرك بالله..وهو شرك مبطن نغفل عنه كثيرا..حب المال والولد والاهل والعشيره ووووو...
فمتى تجاوز هذا الحب حده في القلب طغى على بصيرته فاصبح لا يعقل..
وما يطالب به المسلم في حياته ومجتمعه واهله انما هي رحمة وموده وسكينه ومعاشرة بالمعروف...
المال له حق عند الرازق في انفاقه بوجه حق وزكاته لمستحقيه..ومتى منع المال عن الاخرين اصبح شركا بالله..ومتى كان حب الزوج والولد غاية وهدفا في حياتنا وكانت له الاولويه في حركاتنا وسكناتنا اصبح شركا بالله...
من يقول هذا هو الحب..فاقول هذا ما وجدنا عليه اباءنا...
كم يكثر تداولنا لهذه الايه(هذا ما وجدنا عليه اباءنا) وتعاملنا بها في حياتنا اليوميه دون ان نشعر....
فانا اعلم اني ولدت وارسلت الى الدنيا وحدي وسادفن ويواريني التراب في قبري وحدي وسابعث واقف امام ربي للحساب وحدي...ليس من اهل وولد او مال استغيث به............
اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك وافتح علينا ........

أنا مسلم يقول... @ 12 أكتوبر 2009 في 5:22 م

السلام عليكم
بارك الله فيك
إضافة قيمة

إرسال تعليق