الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ، وتخصيص عبادات معينة فيه كالتسبيح والتحميد والاعتكاف وقراءة القرآن والصيام بدعة لا يؤجر أصحابها على شيء منها ؛ لأنها مردودة .

فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) رواه البخاري ( 2550 ) ومسلم ( 1718 ) .

وفي رواية لمسلم ( 1718 ) : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )

قال الفاكهاني رحمه الله :

لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة ، الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة ، أحدثها البطالون ، وشهوةُ نفسٍ اغتنى بها الأكالون .

" المورد في عمل المولد " بواسطة كتاب " رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي " ( 1 / 8 ، 9 ) .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

ولو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ؛ لأنه أنصح الناس ، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وقد أبان للناس ما يجب له من الحق كمحبته واتباع شريعته ، والصلاة والسلام عليه وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب والسنة ، ولم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك ولم يفعله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته ، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له وأعلمهم بحقوقه لم يحتفلوا بهذا اليوم ، لا الخلفاء الراشدون ولا غيرهم ، ثم التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفلوا بهذا اليوم .

أفتظن أن هؤلاء كلهم جهلوا حقه أو قصروا فيه حتى جاء المتأخرون فأبانوا هذا النقص وكملوا هذا الحق ؟! لا والله ! ولن يقول هذا عاقل يعرف حال الصحابة وأتباعهم بإحسان . وإذا علمت أيها القارئ الكريم أن الاحتفال بيوم المولد النبوي لم يكن موجودا في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه الكرام ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول ، ولا كان معروفا عندهم - علمت أنه بدعة محدثة في الدين ، لا يجوز فعلها ولا إقرارها ولا الدعوة إليها ، بل يجب إنكارها والتحذير منها ... .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 318 ، 319 )
.
...تابع القراءة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
...تابع القراءة


إن السعيد لمن جنّب الفتن--1

نعني بالفتنة ما يصيب الفرد والجماعة من هلاك أو تراجع في المستوى الإيماني، أو زعزعة في الصف الإسلامي.

من أول أسباب الوقوع في الفتنة استعداد القلب لقبولها كما في الحديث: " تعرض الفتن على القلوب...وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء"، وكذلك قبول السعي فيها، ففي الصحيح: " ... الماشي فيها خير من الساعي، من تشرّف لها تستشرفه" أي من تطلع لها صرعته فيها.

وأشد ما يؤجج الفتن الخوض بالألسنة، يقول القرطبي في تعليل أسباب كثير من الفتن إنها تبدأ: ( بالكذب عند أئمة الجور، ونقل الأخبار إليهم، فربما ينشأ من ذلك الغضب والقتل، أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها).

وكم تكبُر الفتن حينما يبني المرء موقفه على وهم!! وذلك مثلما حصل مع الصحابيين الكريمين أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ حينما أشار أبو بكر بتأمير رجل على وفد بني تميم وأشار عمر بتأمير غيره، فقال أبو بكر: ( أنما أردتَ خلافي)، وعمر يقول له: ( ما أردتُ خلافك)، وعلت أصواتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن راوي الحديث قال: ( كاد الخيّران أن يهلكا).
وأخطر ما يقود إلى الفتن تقديم الرأي على حكم الشرع، فقد جاء في صحيح البخاري أن سهل بن حنيف قال عند الفتنة: ( أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم...).

وقد تفرّ من الفتنة فيلاحقك أهلها وأنت كاره للخوض فيها كما ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه: ( إن ناقدت ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك..).

وقد يكون استلامك لإمارة لا تقدر عليها سبب فتنة لك ولمن معك، ولذلك جزع عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ جزعا شديدا لما حضرته الوفاة، وتذكر حياته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال: ( فلو مت حينئذ قال الناس: هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير فمات فرُجيَ له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري عليّ أم لي...) هذا مع صلاحه رضي الله عنه، فما بالك بمن هو دونه؟!.

وإن كنت في موضع القدوة أو الإمرة فلا تحمّل الناس ما لا يطيقون، فتفتنهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم أن معاذاً ـ رضي الله عنه ـ يطيل الصلاة بالناس قال له ثلاثاً: " يا معاذ ! أفتّان أنت؟!".

وفي خطبة لعمر ـ رضي الله عنه ـ قوله ( ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمّروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتُكفرِوهم).

وإن الانشغال بالقول عن العمل كثيرا ما يفضي إلى كثير من الفتن والمشكلات، يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ( فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله فقد يبتليهم بأن يوقع بينهم العداوة، حتى تقع بينهم الفتنة ـ كما هو الواقع ـ )، وفي المثل: ( المعسكر الذي تسوده البطالة يجيد المشاغبات).
.
...تابع القراءة


لماذا لا تحبه وتجعل حياتك كلها في رضاه .

لإنه يحبك ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله فينادي الجموع الغافلة والاجفان النائمة بلطيف قوله وحلو ندائه فيقول :
((هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له ))

يا أخي يا عبد الله:- أليس لك إلى الله حاجة في أمر دنيا أو في أمر آخرة ؟
هل إستغنيت عن ربك ، هل استكفيت حاجتك منه هل حللت كل مشاكلك هل تخلصت من متاعبك
رد علي وأجبني ، ألا تشكوا قسوة القلب ألا تعاني هجر القرآن ألا يسوؤك حالك مع الله ألا يواجهك ضيق عيش ، أو عقوق ولد أو مرض أو وقوع في بلاء .
إذا هلم إليه إن كان يواجهك شيء
ارفع شكواك، قدم نجواك هنا في الثلث الأخير هنا فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان وجنات النعيم الدنيوي والكرم الألهي . قف مع الله وقل

أنا العبد الذي كسـب الذنوبا *** وصـدته الأمـاني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينـا *** علـى زلاتـه قلقـاً كئيبا
أنا العبد المسئ عصيت سـراً *** فمالي الآن لا أبـدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضـاع عمري *** فلم أرعَ الشـبيبة والمشـيبا
أنا العبـد الغـريق بُلجِّ بحـر *** أصيح لربمـا ألقـى مجيبـا
أنا العبد السـقيم من الخطايا *** وقـد أقبلت ألتمس الطبيبـا
أنـا الغدّار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفاء به كذوبـا
فيا أسـفي على عمر تقضّـى *** ولـم أكسب به إلا الذنوبـا
ويا حزناه من حشري ونشري *** بيـوم يجعـل الولدان شـيبا
ويا خجـلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحـف العيوبا
ويا حـذراه مـن نـار تلظى *** إذا زفـرت أقلقـت القلوبـا
فيا من مدّ في كسـب الخطايا *** خطاه أما آن الأوان لأن تتوبـا

عجبا لك يا عبد الله ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحرس والحجاب وتنسى من بابه مفتوح إلى يوم الدين .
.
...تابع القراءة

ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن
فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين المسلمين

فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم :

فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله :
"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا"
رواه الإمام مالك والبخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

وإذا كان المسلمين بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا

ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة
فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.

من الأسباب المعينة على حُسن الظن:

هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

(1) الدعاء:

فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

(2) إنزال النفس منزلة الغير:
فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه

لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه:
{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12].
وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ،
حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه:
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

(3) حمل الكلام على أحسن المحامل:

هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده،

فقال للشافعي: قوى الله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ،
قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.
فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

(4) التماس الأعذار للآخرين:

فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار،

واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير
حتى قال الامام الشافعى: التمس لأخيك سبعين عذراً.

وقال ابن سيرين رحمه الله: " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ،

فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه ".

إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. … .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

(5) تجنب الحكم على النيات:

وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه،

والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

(6) استحضار آفات سوء الظن:

فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه

حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ،
ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه،
وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه:
{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك،

خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين
والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.

رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين



منقول للإفادة
.
...تابع القراءة

نماذج من الناجحين-2
مشى أحمد بن حنبل ثلاثين ألف ميل في طلب الحديث، وحفظ ألف ألف أثر، وترك المسند أربعين ألفاً.

سافر جابر بن عبد الله في طلب حديثٍ واحد إلى مصر شهراً، وسافر ابن المسيب ثلاثة أيامٍ في مسألة.

روى ابن حبان الحديث عن ألفي شيخ، وصنف الصحيح فصار أعجوبة، وتبحر في الفنون حتى صار نجم زمانه.

كرر المزني رسالة الشافعي خمسمائة مرة، وكرر عالم أندلسي صحيح البخاري سبع مائة مرة.

أعاد أبو إسحاق الشيرازي درسه مائة مرة، وأعاد كل قياسٍ ألف مرة، وألف مائة مجلد.

صنف ابن عقيل الفنون ثمانمائة مجلد، وكان يأكل الكعك على الخبز ليوفر قراءة خمسين آية.

كتب ابن تيمية في اليوم أربعة كراريس، تفرغ الواحدة منها في أسبوع، ويؤلف كتاباً كاملاً في جلسةٍ واحدة، وكتب عنه أكثر من ألف مؤلف.

كتب ابن جرير مائة ألف صفحة، وصنف ابن الجوزي ألف مصنف، وحفظ ابن الأنباري أربعمائة تفسير.

بقي عطاء بن أبي رباح ينام في المسجد ثلاثين سنة في طلب العلم، وما فاتت تكبيرة الإحرام الأعمش ستين سنة.

ذكر النووي أن كرز بن وبرة كان يختم القرآن أربعاً في الليل وأربعاً في النهار، وختم ابن إدريس القرآن في بيته أربعة آلاف مرة، وكان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة، والبخاري ثلاثين مرة، وكان أحمد يصلي في اليوم ثلاثمائة ركعة.

كان أبو هريرة يسبح اثني عشر ألف تسبيحة، وكان خالد بن معدان يسبح مائة ألف تسبيحه، وعاصرنا من كان يقرأ قل هو الله أحد ألف مرة كل يوم، ومن كان يختم القرآن كل يوم ختمة، ومن كان يسبح خمسة عشر ألف تسبيحة في اليوم.

ألف سيبويه أعظم كتابٍ في النحو وهو في الثلاثين من عمره، طرفة بن العبد من أصحاب المعلقات قتل وعمره ستٌ وعشرون، وقاد محمد بن القاسم الجيوش وعمره سبع عشرة سنة.

روى الحسن الحديث عن جده صلى الله عليه وسلم وعمره خمس سنوات، وعقل محمود بن الربيع مجة الرسول عليه الصلاة والسلام في وجهه وعمره خمس سنوات، وحفظ ابن عباس الحديث وعمره ثمان سنوات، وكان ابن تيمية يفتي وعمره ثماني عشرة سنة.

ألف ابن حجر الفتح ومقدمته في اثنين وثلاثين سنة، وكتاب الغريب لـأبي عبيدة في أربعين سنة، وكتاب الأغاني للأصفهاني في خمسين سنة.

قتل جعفر البرمكي الوزير الخطير الجواد وعمره سبعٌ وثلاثون سنة، وعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الزاهد أربعون سنة، وابن المقفع الكاتب اللامع سبعٌ وثلاثون سنة.

حج مسروق فما نام إلا ساجداً، وصام الأسود بن يزيد حتى اخضر جسمه، وبكى يزيد بن هارون حتى ذهبت عيناه، ومشى أبو موسى الأشعري حتى تشققت قدماه.

قال البخاري : ما كذبت كذبةً منذ احتلمت، وقال الشافعي : ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً.
.
...تابع القراءة

إليك أخي أختي أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركنوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا
عثمان بن مظعون رضي الله عنه : جوار الله
وصل إلى المهاجرين في الحبشة نبأ بأن قريشا أسلمت فحملوا أنفسهم و طاروا إلى مكة و على مشارفها عرفوا أن النبأ كاذب.
و لما علمت قريش بالخبر لم تترك الفرصة تذهب هباءا و لم يتركوهم يعودوا أدراجهم.
و كان عثمان بن مظعون من بين المهاجرين، قد ظفر بجوار الوليد بن المغيرة فكان في أمان من الجميع.
لما رأى عثمان بن مظعون حال أصحابه و الأذى المحيط بهم، أقبل على الوليد بن المغيرة و رد عليه جواره قائلا : أرضى بجوار الله و لا أريد أن أستجير غيره.
ثم ذهب و جالس قومه و إذا بخلاف نشب بينه و بين أحد القرشيين فلطمه في عينه.
فقال له الوليد بن المغيرة : أما و الله يا بن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة.
فأجابه عثمان : بل و الله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله .. و إني لفي جوار من هو أعز منك و أقدر يا أبا عبد شمس!!!
.
...تابع القراءة


قال أحد السلف : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وماذاقوا اطيب ما فيها قيل وماذاك
قال محبة الله ومعرفة الله .


عبد الله:- جِرب علَق القلب بالله وحده أخرج منه كل شوائب الدنيا وشهواتها وقف مع الله واسأله أن يوّفقك ويزيدك محبة له .
اسمع موسى عليه ا لسلام وهو يقول كما
قال تعالى ((وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ))طه84
يارب انا قادم اليك انا منطلق اليك لماذا لأرضيك فارضى عني يا ارحم الراحمين

وهذا ابراهيم علية السلام يقول
كما قال تعالى: ((وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ))الصافات99
وهذا نبييا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الله ويقول (( اللهم إني اسألك حبك-هل هذا يكف لا -وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني الي حبك)).
اللهم ما رزقتني مَما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب)).

عبد الله:- كل إنسان يعاملك ليربح منك ويكسب عليك أما الله يعاملك لتربح أنت منه وتكسب عليه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة لأنه يحبك والسيئة عليك واحدة وهي أسرع شيء إلى المحو
دمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا وخطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب كيف لا وقد سمى نفسه الغفور .
سبحانه جل وعلا يشكراليسير من العمل ويمحوا لكثير من الزلل لأنه يحبك أسمع إليه وهويقول .

((إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن هو عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسئية ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة ))
وقال جل وعلا كما في الحديث القدسي ((إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلَي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ))

سبحانه ماذا يكسب منك ماذا سيربح عنك حاشاه هو الغني لا تنفعه طاعاتنا ولا تضره معاصينا هذا كله لإنه يحبك .
.
...تابع القراءة


أخي الكريم :- من تحب أكثر الله أم نقودك،
اسأل نفسك من أغلى شيء في حياتك الله أم أهلك و دنياك .
أياك يا عبد الله أن تحب شيء مثل حبك لله أو أشد
قال تعالى : ((ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ)) 165 البقرة
إنهم يحبون الله نعم لكنهم يساوون هذا الحب بحب آخر ويوم القيامة يقول أمثال هؤلاء
((تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إ ِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))الشعراء98

قال تعالى : (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
نعم
إن هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكا ؛ فإما تجرد لها ، وإما انسلاخ منها . وليس المطلوب أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد والمال والعمل والمتاع واللذة ؛ ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة . . كلا إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب ، ويخلص لها الحب ، وأن تكون هي المسيطرة والحاكمة ، وهي المحركة والدافعة . فإذا تم لها هذا فلا حرج عندئذ أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة ؛ على أن يكون مستعدا لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض مع مطالب العقيدة .
ألآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة [ وشيجة الدم والنسب والقرابة والزواج ] والأموال والتجارة [ مطمع الفطرة ورغبتها ] والمساكن المريحة [ متاع الحياة ولذتها ] . كل هذا في كفة . وفي الكفة الأخرى:حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا, وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
.
...تابع القراءة

إليك أخي أختي
أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركنوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا
السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
صلة الرحم

لما جاء العطاء، بعث عمر إلى السيدة زينب بنت جحش بالذي لها.
فلما أدخل عليها قالت : غفر الله لعمر، غيري من أخواتي كان أقوى مني على قسم هذا.
قالوا : هذا كله لك.
قالت : سبحان الله.
و استترت منه بثوب، و قالت : صبوه و اطرحوا عليه ثوبا
ثم قالت لبرزة بنت رافع : ادخلي يدك فاقبضي منها قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان و بني فلان
من أهل رحمها و أيتامها ففرقته حتى بقي منه بقية تحت الثوب.
فقالت لها برزة : غفر الله لك يا أم المؤمنين، و الله لقد كان لنا في هذا الحق.
قالت : لكم ما تحت الثوب
و كان تحته خمسة و ثمانين درهما.
.
...تابع القراءة

حكم ( بزناس ) ومثيلاتها من عمليات الخداع

ظهرت قبل عدة أشهر شركة تسمى (بزناس) تقوم على نوع من التسويق وتتلخص فكرتها في أن يشتري الشخص منتجات الشركة ـ وهي عبارة عن برامج وموقع وبريد إلكتروني ـ بمبلغ 99 دولارا ويُعطى بعد الشراء الفرصة في أن يُسوِّق منتجاتها لآخرين مقابل عمولات محددة .
ثم يقوم هذا الشخص بإقناع شخصين آخرين بالانضمام للبرنامج ، بمعنى أن يشتري كل منهما منتجات الشركة ، ويكون لهما الحق أيضا في جذب مسوقين آخرين مقابل عمولات كذلك .
ثم يقوم كل واحد من هذين بإقناع شخصين آخرين بالانضمام، وهكذا . فستتكون من هذه الآلية شجرة من الأتباع الذين انضموا للبرنامج على شكل هرم .
أما طريقة احتساب العمولات فتشترط الشركة ألا يقل مجموع الأفراد الذين يتم استقطابهم من خلال المشتري (المشترك) ومن يليه في شجرة المشتري عن 9 أشخاص من أجل الحصول على العمولة (على ألا يقل عدد الأعضاء تحت كل واحد من الاثنين الأولين عن اثنين ، وتبلغ العمولة 55 دولاراً . ويتم صرف العمولة في مقابل كل 9 أشخاص ( ويسمى كل تسعة أشخاص في التسلسل الهرمي "درجة" ).
ونظراً إلى أن الهرم يتضاعف كل مرة يضاف فيها مستوى جديد أو طبقة جديدة للشجرة، فإن العمولة تتزايد كل مرة بشكل كبير .
إذا افترضنا أن الشجرة تنمو كل شهر ، بمعنى أنه في كل شهر ينضم شخصان لكل شخص في الهرم ( كما هو افتراض الشركة في موقعها ) ، فهذا يعني أن العمولة التي يحصل عليها العضو تصل إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف دولار في الشهر الثاني عشر ، ويستمر التضاعف في كل شهر
وهذا مصدر الإغراء في هذا النوع من البرامج ، فمقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 100 دولار ، يحصل المشترك على مئات بل آلاف أضعاف المبلغ .
ولذلك تسوّق هذه الشركات برامجها من خلال وعود بالثراء الفاحش في مدة يسيرة من خلال النمو المضاعف للهرم .
السؤال : ما حكم هذه المعاملة خاصة أنها انتشرت بصورة واضحة وتعددت الأقوال فيها ؟.

الحمد لله"

الكلام على مثل هذه المعاملات التي يسرع انتشارها ويكثر غموضها والتباسها على العامة ، ويشتد إغراؤها لا بد فيه من أمرين :

الأول : بيان الحكم الشرعي المبني على النصوص والقواعد الشرعية ، وعلى تصور المسألة من حيث حقيقتها ونتائجها وتاريخها .

الثاني : علاج النفس وتوطينها على الأخذ بالحكم الشرعي وعدم التعلق بالشُّبه .

ونظراً لحاجة المسألة إلى إطالة النفس فيها فسنقدِّم بجواب مختصر للسؤال يتلوه ذكر للقواعد الشرعية في هذا المقام وتفصيل للجواب .

الجواب المجمل على السؤال :

بالنظر إلى صورة هذه المعاملة ( بزناس ) وحقيقتها ، وما ذكره مندوبو هذه الشركة من معلومات وشروط عنها ، وكذلك ما ذكره المتكلمون عنها من أدلة وشروط للمنع منها أو إباحتها.

وبعرض كل هذا على نصوص القرآن والسنة وقواعد الشريعة في أبواب المعاملات وأٌقوال العلماء يتبين أن هذه المعاملة محرّمة ، لعدة وجوه أهمها :

1. أن هذه المعاملة مبنية على الميسر وأكل أموال الناس بالباطل وتحوي تغريراً وخداعاً للناس وإطماعاً لهم في المال واستغلالاً لغريزة حب الإكثار منه عندهم . وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة / 90 ، وقال : ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) البقرة / 188 ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) مسلم ( 2137 ) وهذا التشبيه في الحديث يجعل هذا التحريم مغلظا جدا .

2. يتبيّن بعد النظر الفاحص أن إدخال السلعة ـ وهي البرامج والموقع والبريد ـ في هذه المعاملة لا يغيِّر من حكمها ، لوضوح كون هذه السلعة ليست مقصودة من قِبَل معظم المتهافتين على الشراء . وإذا ثبت هذا بالقرائن المذكورة في تفصيل الجواب فإن دخول السلعة بهذا الشكل لا يزيدها إلا حرمة لاشتمالها على التحايل المؤدِّي إلى معاملة محرمة من معاملات الميسر .

3. المعاملة ليست من قبيل السمسرة المباحة من أوجه متعددة منها : اشتراط دفع مال للدخول فيها بخلاف السمسرة فإنه لا يشترط فيها ذلك ، وكذلك فإنه ليس المقصود فيها بيع سلعة لمن يحتاجها وإنما بناء نظام حوافز شبكي . ولو سُلِّم جدلا بأنها سمسرة فإنها محرمة لاشتمالها على التغرير بالمشتري وتمنيته بالباطل وعدم نصحه وعليه فلا يصحُّ قول من أباحها على أنها سمسرة ، ولعل ذلك لأن المسألة لم تعرض لهم على حقيقتها ، أو لم يتصوَّروها تصوُّرا صحيحا .

وهذا الحكم منسحب في مجمله على كثير من المعاملات الموجودة الآن والتي تشابهها مما يطرح في السوق الآن .

ومن أراد الاستزادة فليراجع تفاصيل النقاط في الجواب المفصَّل وما يسبقه من قواعد عامة .



الجواب المفصَّل :

قبل تفصيل الإجابة على هذا السؤال وتحقيقاً لأمر توطين النفس على قبول الحكم الشرعي لا بدَّ من التقديم ببعض القواعد الشرعية ونحوها التي تعين المسلم ـ المذعن لحكم الله ـ على التعامل باطمئنان وثقة وانشراح مع هذه المعاملة ومع أمثالها من المعاملات التي تفتقت عنها وستتفتق عنها عقول بعض أصحاب المشروعات التجارية ، لاسيما مع توفر خمسة عوامل رئيسية لانتشار مثل هذه المعاملات . هي :

1- ذيوع وسائل الاتصال والدعاية والإعلان .

2- سهولة التواصل المالي عبر البطاقات ونحوها .

3- تزايد الحاجة للمال عند عامة الناس ، بسبب الإغراق في الكماليات .

4- وجود أصل غريزة الطمع وحب المال في النفس البشرية .

5- ضعف التدين وقلة تحرِّي الحلال عند كثير من المسلمين .

وفيما يلي عدة قواعد تعين على التعامل مع هذه المعاملة وما ظهر وما سيظهر من مثيلاتها ينبغي الانتباه لها والاهتمام بها :

1- فتنة المال من أعظم الفتن التي تؤثر على الإنسان في دينه وفي بركة ما عنده من مال وولد فينبغي الحذر والتحرِّي في حلِّ مصادره أشد التحري .

2- اتقاء الأمور المشتبهات ، قاعدة مقررة في الشريعة حتى لو لم يُسلِّم الإنسان بتحريم الأمر المشتبِه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( الحلال بيِّن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) البخاري ( 52 ) مسلم ( 1599 ) .

3- ( ما جاءك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مشرف فخذه ، وما لا فلا تُتْبعه نفسَك ) رواه البخاري ( 138 ) مرفوعا ، أي لا تجعل نفسك تتعلق بالمال الذي ليس في يدك دفعاً لما يحصل في النفس من حزن وحسرة إذا لم تحصُل عليه . والنهي عن التعلُّق في هذا الحديث ورد في الكلام عن العطية وهي هدية مباحة في أصلها فكيف بالتعلُّق بالأموال المشتبهة ؟ بل كيف بالتعلُّق بالأموال المحرمة ؟ ، فلا بدَّ أن يكون أكثر أثرا سلبيا في النفس وأشد في المنع .

4- ( من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه ) رواه أحمد وصححه الألباني ، وهذا يعمُّ مَنْ تَرَك الحرام ومن ترك المشتبه فيه .

5- البَرَكة في المال وإن قلَّ أعظم وأولى بالبحث من كثرته من طريق محرم أو مشكوك فيه .

6- على المسلم أن يكون صادقا مع نفسه تمام الصدق في معرفة مقصده من مثل هذه المعاملات هل هو الرغبة في الوصول للمال والسلعة حيلة لإضعاف لوم النفس والناس، أم أن السلعة مقصودة أساسا ؟ وأن يعلم أن ما يخفيه من مقاصده معلوم عند الله الذي يعلم السر وأخفى ، وأنه سبحانه سائله ومحاسبه عن ذلك .

7- الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، وإخفاء بعض المعلومات عن المفتي لا يبيح الأخذ بفتواه ، ولا يعذر الآخذ بها ما دام يعلم أن المفتي لم تعرض عليه الصورة كاملة ، ولم يطَّلع على حقيقة المسألة .

8- ( البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك ) رواه أحمد ( 17320 ) وقال الألباني في صحيح الترغيب 1734 حسن لغيره .

9- آكِل المال الحرام إذا كان معترفا بوقوعه في الحرمة أخف جرما ممن يأكله مستعملا الخديعة والتدليس والحيل ؛ لأن الثاني قد أضاف إلى أكله للحرام ذنبا آخر وهو مخادعة الله . قال ابن القيم : ( فتغيير صور المحرمات وأسمائها مع بقاء مقاصدها وحقائقها زيادة في المفسدة التي حرمت لأجلها مع تضمنه لمخادعة الله تعالى ورسوله ونسبة المكر والخداع والغش والنفاق إلى شرعه ودينه وأنه يحرم الشيء لمفسدة ويبيحه لأعظم منها ولهذا قال أيوب السختياني يخادعون الله كأنما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون ) إغاثة اللهفان 1/354 .

10- ما ثبت عند الإنسان تحريمه فعليه أن يقطع تعلُّق نفسه به وأسفه إذا فاته ورآه عند الآخرين وليحمد الله على أن سلَّمه ، وليسألْه سبحانه أن يبغِّض إليه الحرام مهما كثُر ويرزقه دوام اجتنابه ، وأن يعينه على مجاهدة نفسه لقطع هذا التعلُّق .

11- أحكام الشرع مبناها على تمام العلم والحكمة . وهي تراعي المصلحة العامة الكلِّية وإن كان فيها ما يُظن أنه إضرار ببعض المصالح الخاصة ، فعلى المسلم أن لا ينظر إلى ما يحصِّله هو من نفع مادي خاص ويُغفل ما ترمي إليه الشريعة من المصلحة الكلية العامة .

أما تفاصيل الجواب فيمكن حصرها في ثلاث نقاط :

أولا : هذه المعاملة بناءً على تكييفها الاقتصادي فيها مشابهة كبيرة بمعاملة ( التسلسل الهرمي ) أو ( التسويق الهرمي ) وإن كانت لا تماثلها من جميع الوجوه ، وأصل معاملات التسويق الهرمي يقوم على بناء نظام حوافز شبكي هرمي ، ولم ينظر الذين وضعوها في الغرب إلا إلى كسب المال بِغضِّ النظر عن حلِّ المصدر وحرمته . وبعرض هذا النظام على نصوص الشريعة وقواعدها يتبين تحريمه من عدة وجوه منها :

1. بناؤه على أكل أموال الناس بالباطل نظراً لأنه لا بدَّ لهذا التسلسل الهرمي من أن يكون له مستوى نهائي ، وهو آخر من وصل إليهم التسلسل الهرمي ، وهؤلاء خاسرون قطعاً لمصلحة الطبقات الأعلى . ولا يمكن نموُّ الهرم إلا في وجود من يخسر لمصلحة المستويات العليا التي تجني عمولات خيالية ، وآخر طبقتين في كل فرع تكون الأولى منهما كاذبة تُمنِّي التي تليها بالربح ، والطبقة الأخيرة مستغفلة مخدوعة ستشتري ولن تجد من تبيعه ، وقد تقدم ذكر الآيات والأحاديث المشدِّدة في حرمة أكل أموال الناس بالباطل .

2. بناؤه على الميسر وهو أن يدفع شخص مالاً مقابل أن يحصل على مال أكثر منه أو يخسر ماله . وهذا هو واقع من يدخل في مثل هذه المعاملات ، وهذا من أهم وأوضح أسباب التحريم .

3. نظراً لاحتواء معاملات التسلسل الهرمي على تغرير وخداع ومفاسد كثيرة فقد منعته وحرَّمته الأنظمة الغربية الكافرة ـ إذا كان في صورته الخالية من إدخال سلعة فيها ـ مع كونهم يبيحون الربا والقمار والميسر أصلاً ، وحذَّر عقلاؤهم منه ( انظر الموقع التالي والمواقع العديدة المرتبطة به http://skepdic.com/pyramid.html ) .

وبناء على ما سبق فإن معاملة بزناس التي ورد السؤال عنها تدخلها عدة أوجه من أوجه التحريم هنا بسبب مشابهتها للتسلسل الهرمي في أصل الأسباب التي يحرم من أجلها وهي الميسر وأكل المال بالباطل .

ثانيا : إدخال السلعة في هذه المعاملة لا ينقلها إلى الإباحة ولا يزيل أسباب التحريم بل هو أقرب إلى كونه سبباً في تشديد حرمتها . نظرا لكونه تحيُّلا للوصول إلى تمرير هذه المعاملة والإيهام بكون السلعة مقصودة " وتغيير صور المحرمات وأسمائها مع بقاء مقاصدها وحقائقها زيادة على المفسدة التي حُرِّمَت لأجلها مع تضمنه لمخادعة الله ورسوله " إغاثة اللهفان 1/354

ويظهر عدم تأثير السلعة في إباحة المعاملة من خلال الآتي :

1. أهم دافع للشراء عند المشتركين هو التسويق لا السلعة بدليل أن أمثال هذه البرامج والخدمات كانت موجودة قبل هذه الشركة بسنوات ولا تزال ، وبأسعار أقلَّ ! فما الذي جعل التكالب عليها بهذه الكثرة ، ومن هذه الشركة بالذات سوى قصد الدخل المتولد من الاشتراك فيها ؟؟.

2. الاحتجاج بأن المواد نافعة جدا وسهلة ولها تميُّز عن غيرها وتستحق أن يدفع فيها مائة دولار ، على التسليم به في بعض الخدمات إلا أن هذا الكلام مخدوش بأن هذه البرامج غير محفوظة الحقوق في الموقع عن الاستفادة الشخصية عبر من سبق له الشراء دون أن يدفع المستفيد الجديد شيئاً ، بل الاشتراك الواحد يمكن أن يستعمله العشرات ويستفيدوا من كل ما في الموقع من خدمات . وهي غير محفوظة الحقوق إلا عن استغلالها من قبل شركات أخرى . فما الدافع لبذل المال فيها إلا الدخول في هذا التسويق الهرمي (الميسر) ؟.

3. وجود شرط ملجئ للدخول في هذا التسويق الهرمي وهو شرط شراء المنتج بسعر أكثر من قيمة مُماثله ؛ من أجل الحصول على العمولة الأكبر واستعمال موقع الشركة في الدعاية والتسويق . فبتأثير الإغراء يدفع الإنسان هذه الزيادة الباهظة على أمل تعويضها وأكثر منها عبر التسويق الذي هو قصده الأول ، وهذا هو عين الميسر المنهي عنه شرعاً .

4. ذكر العمولات المغرية نظير التسويق هو دافع الناس للشراء والاشتراك ، بدليل عدم شرائهم ـ غالبا ـ إلا بذكرها . وبدليل إمكانية موافقة البعض على الشراء دون الإطلاع على فحوى المواد أو عدم الحاجة إليها من حيث الأصل . وواقع الكثيرين من حيث عدم الاستفادة من أكثر البرامج يزيد تأكيد هذا ، بل البعض لم يستعمل شيئا من البرامج أصلا .

5. المبلغ المطلوب للاشتراك (99 دولارا) يوازي في بعض البلاد راتب شهر أو يزيد ، ويمتنع في عادة الناس دفع مثل هذا المبلغ نظير هذه البرامج إلا مع وجود قصد الربح المؤمَّل تحصيلُه ، ومع ذلك يكثر شراؤها بل قد يقترض الإنسان من أجلها .

6. من اشترى من أجل المنتج ( السلعة ) عندما يعلم بأن الشركة تصرِّح بأن ثلاثة أرباع ما دفعه سيُنفق على التسويق بدلا من شركات الإعلان فإن ذلك سيحفِّزه نفسيا للاشتراك في التسويق لتعويض ما دفعه من زيادة كبيرة على القيمة فيدخل في عملية التسويق ، ثم ينساق وراءها ولا يتوقف عند تعويض خسارته ، بل يواصل العملية .

7. بعض المتهافتين يشتري سلعة هذه الشركة أكثر من مرة ـ ووصلت عند بعضهم كما حدّث بنفسه إلى مائة مرة !! ـ مع العلم أن الشراء مرة واحدة كفيل باستفادة هذا المشترك من كل البرامج في أي جهاز شاء وفي أي وقت ، وهذه الصورة لا يشك أحد في كونها ميسرا ، وفيها دليل واضح على أن قصد هذه المعاملة إنما هو هذا التعامل الميسري .

8. تلزم الشركة المشتركين لاستمرارهم في التسويق واستمرار العمولات المتضاعفة لهم بتجديد الاشتراك سنويا بنفس المبلغ ، زعما بأنها ستضيف خدمات جديدة ، وهذا التجديد ـ على التسليم بحصوله ـ عبارة عن شراء لمجهول بثمن معلوم ؛ إذ هذا المستحدث قد يكون قليلا أو يحوي برامج ليس للمشترك عناية بها ، وهذا الشراء محرّم لما فيه من الغرر وجهالة أحد طرفي البيع جهالة مؤثِّرة .

9. رجوع الإنسان إلى نفسه لمعرفة نيَّته وقصده من هذه المعاملة يسهِّل عليه إدراك أن المقصد هو الدخول في التسويق الهرمي خاصة مع وجود أكثر ما يحتاجه من البرامج والخدمات مجانا أو بسعر أقل بكثير في مواقع أخرى ، مع إمكانية تركه لشراء ما لا يحتاجه من البرامج إما لسهولته عليه أو عدم اهتمامه به .

ثالثا : المعاملة ليست من قبيل السمسرة المباحة لاختلافها عنها في نقاط جوهرية تُغيِّر الحكم وتمنع إلحاقها بها ، ومن ذكر من المفتين أنها سمسرة فإنما أجاب على أسئلة لم يذكر فيها من التفاصيل التي تصوِّر له المسألة تصويراً صحيحاً مما يجعل فتواه غير منطبقة على الواقع ، ومن شروط صحة الحكم بناؤه على تصوُّرٍ صحيحٍ للمسألة ، وعليه فلا يجوز للإنسان أن يُقلِّد من يعلم أن حكمه مبنيٌّ على تصوير ناقص للمسألة .

ومن الفروق بين هذه المعاملة وبين السمسرة المباحة :

1. أن السمسرة هي دلالة على سلعة أو منفعة مقصودةٍ لذاتها ستصل في النهاية إلى المستفيد حقيقةً لينتفع بها ، أما عملية التسويق الموجودة في هذه الشركة فهي بيع فرص تسويق على أشخاص ليبيعوها لغيرهم لتصل في النهاية إلى شخص أو أشخاص لا يجدون ما يؤمِّلونه من العقد .

2. أن السمسرة لا يشترط أن يدفع فيها السمسار شيئاً من المال إذ ليس من مصلحة صاحب السلعة أن يعرقل السمسار بوضع شرط الدفع له أو الشراء منه ، أما هذا التسويق لمن كان قاصدا له فمن شرط الدخول فيه أو الحصول على مِيزاته دفعُ مبلغ ـ ضمن ثمن البرامج ـ ليكون مسوِّقاً ، وتجديد الدفع سنويا للاستمرار في التسويق .

3. السمسار يحرص على البحث عن أكثر الناس حاجة للسلعة أما المسوِّق في هذه المعاملة فيحرص على البحث عن الأقدر على تسويق المعاملة، بِغَضِّ النظر عن حاجته .

4. السمسار لا علاقة له بما يفعله المشترون بالسلعة أما المسوِّق في هذه المعاملة فيحتاج إلى أن يستمر في تسويق السلعة حتى يكمل العدد ليحصل على العمولة .

5. في السمسرة يأخذ السمسار على قدر ما يسوِّقه من السلع ، أما في هذه المعاملة فقد يشترك اثنان في عدد من تُسوَّق لهم السلعة مباشرة أو بالتسبب ويكون بينهما من التفاوت في العمولات فرق كبير جدا بسبب ما يشترطونه من كيفية لاستحقاق العمولة ، وهذا يؤكد أن بناء شبكة التسويق الهرمي هو المقصود أصالةً لا ما يدَّعون من السلع .

وهذه الفروق الخمسة بين المعاملتين تدل على اختلاف حقيقتهما بما يمنع من إباحة معاملة بزناس قياسا على السمسرة ، لاسيما أن في معاملة بزناس أسباب واضحة للتحريم كما سبق .

6. لو فرضنا أنها سمسرة ـ وهذا غير صحيح ـ فإن الحرمة تدخلها من جهة أن هذا المسوِّق لا يمكن أن يُبيِّن لمن يعرض عليه أن هذه السلعة يوجد مثلها في غير هذه الشركة بربع المبلغ أو نصفه ، أو أنه قد لا يحتاج لبعضها ، فضلا عن أن يخبره بإمكان الاستفادة الشخصية الكاملة منها من الموقع عبر رقم المسوِّق الخاص دون التأثير عليه ودون دفع شيء ، ولا بد أن يركِّز معه على ذكر العمولة الكبيرة التي سيحصل عليها إذا اشترى وسوَّق .

7. من جعلها سمسرة وأباحها اشترط أن لا يكون في تسويقها مخادعة أو أن لا يمدحها بما ليس فيها ، وهذا غير متحقق عادة عند كثير من هؤلاء المسوِّقين لما سبق بيانه .

وبهذا التفصيل في الجواب يتبيَّن حرمة هذه المعاملة وحرمة مثيلاتها ، ونصيحتنا في هذا المقام لأصحاب هذه الشركة ومندوبيها أن يتقوا الله في البحث عن مصادر الرزق البعيدة عن الحرمة أو الشبهة ، وأن يتقوا الله في أموال إخوانهم المسلمين قبل أن لا يكون درهم ولا دينار وإنما هي الحسنات والسيئات ، وليس هناك إلا جنة أو نار .

وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الإسلام سؤال وجواب
.
...تابع القراءة


نماذج من الناجحين-1

أبو بكر الصديق ثاني اثنين، أنفق أمواله، يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وهو قامع الردة.

عمر بن الخطاب
يفر منه الشيطان، ووافقه الوحي أكثر من مرة.

عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة، ويوقف بئر رومة، ويختم القرآن في كل ركعة.

علي بن أبي طالب يبارز في بدر، ويفتح حصن خيبر ، ويقتل مرحباً ، ويذبح عمرو بن ود يوم الخندق.

خالد بن الوليد يخوض مائة غزوة، ويقتل يوم اليرموك خمسة آلافٍ بيده، ويكسر تسعة أسياف.

ضُرب
طلحة في جسمه حتى شلت يده، قتل حنظلة جنباً فغسلته الملائكة، واهتز عرش الله لموت سعد .

طعن
عبد الله بن عمرو والد جابر أكثر من ثمانين طعنة، فكلمه الله بلا ترجمان.

جمع
أبي بن كعب القرآن وجوده، فذكره الله في الملأ الأعلى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه سورة البينة.

تصدق
ابن عوف بألف جمل بحمولتها على الفقراء،تصدق أبو طلحة بمزرعته في سبيل الله.

حفظ
أبو هريرة غالب السنة، ووزع ليله -ثلاثاً- للصلاة والمذاكرة والنوم....................
.
...تابع القراءة

.
...تابع القراءة

.
...تابع القراءة


أخي :- كيف لا تحبه وأنت تسمع قوله جل وعلا
((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))آل عمران26

عبد الله :- لأنه يحبك أرشدك اليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته .
سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه البديع وجَمل فأتقن فهو الجميل .
عجبا كيف لا يعبده من رأى آثاره وكيف لا يعرفه من لمح أنواره

((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ))الإسراء44

وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير ، وتنتفض روحا حية تسبح الله . فإذا الكون كله حركة وحياة ، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية ، ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال .
وإنه لمشهد كوني فريد ، حين يتصور القلب . كل حصاة وكل حجر . كل حبة وكل ورقة . كل زهرة وكل ثمرة كل نبتة وكل شجرة كل حشرة وكل زاحف كل حيوان وكل انسان كل دابة على الارض وكل سابحة في الماء والهواء ومعها سكان السماء كلها تسبح الله وتتوجه الى علاه فلا اله إلا الله

عبد الله:- ابعد كل هذا تهجره وتنساه وتتركه الى غيره
عبدالله:- لماذا تتودد الى من يجافيك وتجافي من يتتودد اليك
سبحانه من اله يتعرف الى خلق عنه معرضون

فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة وفي *** كل تسكينة شاهــد
وفي كل شيء كل له آية *** تدل على أنه الواحــــد
.
...تابع القراءة

إليك أخي أختي
أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركنوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا
أبو طلحة رضي الله عنه
صلة رحم

عندما نزل قوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" قال أبو طلحة رضي الله عنه: إن أحبَّ مالي إليّ بَيْرَحاء، وإنها صدقة لله تعالى، أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بَخٍ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعتُ ما قلتَ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين.
فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
.
...تابع القراءة

قوله تعالى: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ [غافر:3]

ذِي الطَّوْلِ، أصلها من الطول، فهو الذي يعطي لعباده من فضله ورحمته، فأصله الشيء الطويل، فالله سبحانه وتعالى أعطى العباد نعماً جزيلة ومنناً عظيمة. أعطاهم رحمة عظيمة، وأعطاهم نعماً عظيمة، وأعطاهم سعة، وعنده الكثير سبحانه وتعالى، فهو صاحب النعم، وصاحب الفضل، وصاحب الغنى والسعة، فذكر أنه ذو الطول سبحانه وتعالى

فتذكر دائما يا عبد الله مدى نعم الله عليك
.
...تابع القراءة


أخي المسلم :- تعال معي لنملأ قلوبنا أنا وانت حباُ لله .
تعال لنعيش دقائق نغرس حب الله في قلوبنا .

مع المحبة المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون ذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة ،اذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب ، اثمرت انواع الثمار واتت أكلها كل حين بإذن ربها أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى.

أخي :- كم هي نعم الله عليك بالليل والنهار .
أخي :- من عافاك ، من سترك ، من أمَنك من أعطاك من حماك من رزقك من وهبك الا الله
قال صلى الله عليه وسلم : ((أحبوا الله لما يغذوكم به.)) صحيح

ومن أجل هذه النعم : نعمة الإسلام : فلو لم يكن بحبك ما كان سماك باسم الإسلام ولا وسمك بسمة الإيمان .

عبد الله:- هل كان لك ادنى فضل في كونك مسلما هل يزعم أحد منا أنه دعى ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل .

أخي : أيها المسلم كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم تولد على الكفر وتموت عليه ولكنه يحبك جعلك مسلما.
عصمك من عبادة العبيد وأسجدك لمن خلق الملوك والعبيد
حماك من السجود للصنم وأخضعك لمن خلقك من العدم .
سبحانه وتعالى

ما للعباد عليه حق واجب *** كلا ولا سعى لديه ضائع
إن عذبوا فبعد له أونعموا *** فبفضله وهو الكريم الواسع

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن
.
...تابع القراءة


مفتاح النجاح
للشيخ:عائض القرني

إن لمن أراد النجاح منطلقات لابد أن يبدأ بها، ويسير عليها، ويستصحبها في طريقه للنجاح، وإن من هذه المنطلقات أن يكون الخير نيته في كل عمل، وأن يستحضر نفع الآخرين، ويكف عن الشر، والجد هو الطريق الأعظم إلى المجد، ولابد لمن أراد النجاح أن يتدبر في حال الناجحين من قبله لينهج نهجهم ويقتبس من سيرتهم؛ لكي تكون له كالشمعة تضيء له الطريق.

منطلقات الناجحين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، هذه سلسلة "القمم لأهل الهمم:

المحاضرة الأولى: (مفتاح النجاح) هذه المحاضرة لكل صاحب همة، ورب عزيمة، ورفيق طموح يريد النجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، فيكون مقبولاً عند الله وعند خلقه، راضياً عن ربه، وربه راضٍ عنه، محبوباً عند أهله وذويه وأصحابه، لحياته معنى، وله قضية، ولديه مبدأ، فأستعين بالله وأقول:
الأعمال بالنيات فانو الخير في كل عمل، واستحضر نفع الآخرين والكف عن الشر، ولا تضق ذرعاً بالمحن؛ فإنها تصقل الرجال، وتقدح العقل، وتشعل الهمم.

العمل والجد هو الطريق الأعظم إلى المجد، وهو بلسم لأدوائك، وعلاجٌ لأمراضك، بل هو كنزك.

قيمة كل امرئٍ ما يحسن، والعاطل صفر، والفاشل ممقوت، والمفسق رخيص.

ركز اهتمامك على عملٍ واحد، وانغمس فيه، واحترق به، واعشقه لتكون مبدعاً.

ابدأ بالأهم فالمهم، وإياك والشتات، وتوزيع الجهد على عدة أعمالٍ؛ فإنه حيرةٌ وعجز.

النظام طريق النجاح، ووضع كل شيءٍ في موضعه مطلبٌ للناجحين، أما الفوضى فهي صفةٌ مذمومة.

الناجحون يحافظون على مقتنياتهم وأمتعتهم، وأشيائهم، فلا يبذرون، ولا يفسدون.

لا يفوح العطر حتى يُسحق، ولا يُضَّوُع العود حتى يُحرق، وكذلك الشدائد لك هي خيرٌ ونعمة.

الناجح لا يغلب هواه عقله، ولا عجزه صبره، ولا تستخفه الإغراءات، ولا تشغله التوافه.

إياك والضجر والملل، فإن الضجور لا يؤدي حقاً، والملول لا يرى حرمة، وعليك بالصبر والثبات.

من ثبت نبت، ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومن صبر ظفر، ومن عَزّ بَزّ.

النملة تكرر الصعود ألف مرة، والنحلة تذهب كرةً بعد كرة، والذئب من أجل طعامه هجر المسرة.

لما هوى السيف قطع، ولما اشتعل البرق سطع، ولما تواضع الدر رفع، ولما جرى الماء نفع.

الكسول مخذول، والهائم نائم، والفارغ بطال، وصاحب الأماني مفلس.

من لم يكن له في بدايته احتراق، لم يكن له في نهايته إشراق، ومن جد في شبابه ساد في شيخوخته.

تذكر أن في القرآن: "سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا" وفي السنة: {احرص على ما ينفعك... } و{بادروا بالأعمال... } و{نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ }.......ا
.
...تابع القراءة

مشروع أصحاب الهمم العالية
إليك أخي أختي

أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركنوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا
عمر بن الخطاب رضي الله عنه

صلة الرحم
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لئن أصل أخاً من إخواني بدرهم، أحب إلي من أن أتصدّق بعشرين درهماً، ولئن أصله بعشرين درهما أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم، ولئن أصله بمائة درهم أحب إلي من أن أعتق رقبة )ا

.
...تابع القراءة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسّهما النار, عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا اقشعرّ جسد العبد من مخافة الله تعالى تحاتت عنه خطاياه كما يتحاتّ عن الشجرة اليابسة أوراقها.
يقول ربّ العزّة جلّ اسمه في الحديث القدسي: وعزّتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين, ولا أجمع له أمنين, ان أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة, وان خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة.

تربّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التربية واقتدوا بسيّدهم فكانوا مصابيح خير وهدى, رضوان الله عليهم أجمعين.

كان أبو بكر رجلا بكّاء لا يملك عينيه اذا قرأ القرآن.

وكان في وجه عمر بن الخطّاب خطّان أسودان من البكاء, وكان يسمع آية فيمرض فيعاد أياما.

وأخذ يوما تبنة من الأرض, فقال: يا ليتني كنت هذه النبتة, يا ليتني لم أك شيئا مذكورا, يا ليت أمّي لم تلدني.

ولما طعن رضي الله عنه وقربت وفاته قال لابنه: ويلك ضع خدّي على الأرض لا أمّ لك, وويلي ثم ولي ان لم يرحمني.

ورؤي عليّ في بعض مواقفه وقد أرخى الليل ستوره, وغارت نجومه, وقد تمثّل في محرابه قابضا على لحيته, يتململ تململ السليم _اللديغ_, ويبكي بكاء الحزين, وكأني أسمعه يقول: يا ربّنا, يا ربّنا.. يتضرّع اليه.

ثم يقول: يا دنيا, يا دنيا, اليّ تعرضت, أم بي تشوقت, هيهات هيهات غرّي غيري, وقد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك, فعمرك قصير وعيشك حقير, وخطرك كبير, آه من قلّة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.

ووصف الامام علي رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم, لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا, بين أعينهم أمثال ركب المعزى, فقد باتوا لله سجّدا وقياما, يتلون كتاب الله, يراوحون بين جباههم وأقدامهم, فاذا أصبحوا ذكروا الله عز وجل, مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح, وهملت أعينهم حتى تبلّ ثيابهم.

ثم يقول: والله لكأن القوم باتوا غافلين. أي أهل زمانه فم بالأهل زماننا!!

قال يحيى بن معاذ الرازي في مناجاته:

الهي لا يطيب الليل الا بمناجاتك

ولا يطيب النهار الا بطاعتك

ولا تطيب الآخرة الا بعفوك

ولا تطيب الجنة الا برؤيتك.
.
...تابع القراءة

السؤال

لقد دخلت في حوار مع شخص مسيحي فسألني لماذا أنت مسلم؟ وماذا أعطاك الإسلام؟ أرجو منكم الرد على هذا الكلام وأتمنى أن يكون الرد بالإنجليزية لأني أريد أن أعطيه جوابا يخرسه.

خلاصة الفتوى:

كل شيء في هذا الكون يجعل المسلم يقتنع بهذا الدين العظيم؛ لأنه الدين الوحيد الذي يعطي الطمأنينة للقلب، والسعادة للنفس، ويقنع العقل بصحته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إيمان المسلم بدينه يجب أن يكون عن قناعة عقلية تامة لا يتطرق إليها شك؛ لأنه ليس عن تقليد أعمى كما في بعض الأديان التي تقول لأتباعها: اغمض عينيك واتبعني.. ؛ فقد أعطى الإسلام لأهله طمأنينة القلب، وسعادة النفس، وقناعة العقل بأنه دين الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

وقناعة المسلم بدينه نابعة من كونه: هو دين الله الذي توالت رسل الله جميعا للدعوة إليه من عهد أبي البشرية آدم ومرورا بأنبياء الله كلهم إلى أن انتهى الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن نضج العقل البشري بتوالي الرسل إليه وتراكمت عليه التجارب التاريخية..

ونابعة أيضا من: ملاءمة هذا الدين العظيم لفطرة الإنسان وتلبيته لحاجاته المادية والمعنوية وانسجامه مع عقله في عقائده وعباداته وأخلاقه ومعاملاته وأحكامه كلها.

ونابعة كذلك من: أن هذا الدين لم يأت إلا بما تشهد به العقول السليمة، أو بإمكانها أن تدركه.. ولا يأت بماهو مستحيل عقلا أبدا، بخلاف غيره من الأديان التي حشيت بالباطل وبالخرافات والأوهام والترهات.

ولذا فإن إيمان المسلم يزداد يوما بعد يوم؛ فكلما تقدم العلم وتجددت المعارف وظهرت الاكتشافات.. ازداد المسلم إيمانا بهذا الدين العظيم ؛ فالاكتشافات العلمية كلها تأتي مؤيدة وملائمة لدين الإسلام مصداقا لقول الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. {فصلت53}.

وقوله تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. {النحل:89}

فكل شيء في هذا الكون من حولنا يجعل المسلم يرفع رأسه عاليا ويقول بصوت مرتفع: أنا مسلم؛ لأن كل شيء في هذا الكون يشهد بصحة الإسلام وعظمته..

والله أعلم .
المفتـــي: مركز الفتوى
.
...تابع القراءة


الموضوع : استشارات ومشاكل الشباب
الســؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله من المغرب، ولا أعرف توقيت الاستشارات، فأرجوكم اعرضوا استشارتي على مختص، فأنا محبطة جدا فقد ظُلمت من طرف رب العمل الذي كنت أعمل عنده، وكل أموري متعسرة، وعمري 35 سنة، ولم يتقدم أحد لخطبتي! سوى كلام من بعيد.

حاصلة على تعليم جامعي، ثم دبلوم في الإعلاميات والمحاسبة، وأخاف ربي فأنا ملتزمة، وأحب ربي، وأسرتي يقولون عني معقدة لأني أقول هذا حرام وهذا حلال، وهذا يسبب لي مشاكل حتى مع أمي التي أحاول أن أرضيها قدر المستطاع أحس بأنني تعيسة ومرفوضة من الكل، أصلي وأدعو ربي ليرفع عني الشر.

أحتاج لمساعدتكم، فأرجوكم ادعوا لي وساعدوني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فلن تكون المتدينة تعيسة، وأي سعادة أعظم من الدين، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، بل لمن يؤمن ولمن لا يؤمن، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه؛ ولذلك قال الله: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } ثم قال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
ورزق ربك من الدين والصلاح والخير خير وأبقى – فهنيئاً لك بتلك العطية العظمى.

أما بالنسبة لظلم صاحب العمل لك فإن الله سوف يعوضك، وويل ثم ويل لكل ظالم: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.

وأرجو أن تعلمي أن نعم الله مقسمة فهذه تعطى العافية، وتلك يمنحها الله الزوج، وثالثة يعطيها المال، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها لتؤدي شكرها وبالشكر تنال المزيد وبالشكر يصل الإنسان إلى الرضا فيدخل ساحة السعادة من أوسع أبوابها.

والمسلمة مطالبة بأن تنظر إلى من هم أقل منها في العافية والمال والولد، والشهادة والوظيفة وكل أمور الدنيا، أما بالنسبة للدين فإنها تنظر إلى من هم فوقها وأفضل منها لتتأسى بهم وتتشبه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأشغلي نفسك بالذكر والعبادة والتلاوة والإنابة، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن أبنا أو أخا أو محرما يطلب أمثالك، واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

وبالله التوفيق والسداد.
المجيب : د. أحمد الفرجابي
.
...تابع القراءة

فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ( 25 ) قالت إحداهما ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ( 26 ) قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ( 27 ) قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل ( 28 ) .سورة القصص


لما رجعت المرأتان سراعا بالغنم إلى أبيهما ، أنكر حالهما ومجيئهما سريعا ، فسألهما عن خبرهما ، فقصتا عليه ما فعل موسى ، عليه السلام . فبعث إحداهما إليه لتدعوه إلى أبيها قال الله تعالى : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي : مشي الحرائر ، كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، أنه قال : كانت مستترة بكم درعها .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا [ أبي ، حدثنا ] أبو نعيم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمر بن ميمون قال : قال عمر رضي الله عنه : جاءت تمشي على استحياء ، قائلة بثوبها على وجهها ، ليست بسلفع خراجة ولاجة . هذا إسناد صحيح .

قال الجوهري : السلفع من الرجال : الجسور ، ومن النساء : الجريئة السليطة ، ومن النوق : الشديدة .

( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ، وهذا تأدب في العبارة ، لم تطلبه طلبا مطلقا لئلا يوهم ريبة ، بل قالت : ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) يعني : ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا ، ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) أي : ذكر له ما كان من أمره ، وما جرى له من السبب الذي خرج من أجله من بلده ، ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) . يقول : طب نفسا وقر عينا ، فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا . ولهذا قال : ( نجوت من القوم الظالمين
) .
ه

تفسير ابن كثير
.
...تابع القراءة